يبحث ملايين البشر يومياً عن راحة البال والسعادة، وقليل منهم يصل إلى مستوى الرضا الذي يتمناه. أما البعض الآخر، فما عليهم سوى التحلّي بالصبر قليلاً، لأنهم قد يكتشفون المعنى الحقيقي للسعادة في وقتٍ متأخر من حياتهم، وفقاً لدراسات نُشرت مؤخراً.  السعادة تبدأ بعد بلوغ الـ80 عاماً أجرى الأميركي "دانيال ليفيتين"، وهو من العلماء المتخصصين في علم الأعصاب، دراسة حديثة توصَّل من خلالها إلى أن الأشخاص الذين بلغوا من العُمر 82 عاماً، يحظون بنسبة سعادة كبيرة مقارنة بمن هم أصغر سناً. وقال الباحث إن أجزاء من المخ تتحسن مع تقدمنا في السن، مؤكداً أنه أجرى هذه الدراسة بهدف كسر الأساطير حول الشيخوخة وخاصةً في ما يتعلّق بفقدان الذاكرة وصعوبات تعلّم مهارات جديدة. وكشفت نتائج الدراسة، التي تأتي ضمن كتاب جديد يحمل عنوان "العقل المتغير، دليل علماء الأعصاب إلى الشيخوخة"، أنه بعد بلوغ الـ80 يبدأ المُخ في الوصول إلى درجات أعلى من الرضا، وقدرة أكبر على حلّ المشكلات التي تواجهنا في الحياة اليومية. وقال ليفيتين في حديث مع إذاعة "BBC" إن علم الأعصاب توصَّل في السنوات العشر الأخيرة إلى أنه ليس بالضرورة أن تتضرر ذاكرتنا مع التقدم في العمر. وانتقد الاعتقاد السائد بأن كبار السن يصابون بالاكتئاب، مشيراً إلى أن نتائج أبحاث شملت نحو 72 دولة كشفت أن مستوى الرضا والسعادة المرغوب يبدأ مع بلوغ الـ82 من العمر. المؤمنون أكثر سعادة من غيرهم من أبرز النقاط التي أشار إليها عالم الأعصاب الأميركي في حديثه، هي أن الأشخاص الذين يؤمنون بالأديان يشعرون بمستويات رضا أفضل من غيرهم. ووفقاً للدراسة، يحدث ذلك نتيجة التزام المؤمن بالشكر والدعاء بغض النظر عما يملكه. بالإضافة إلى حرص هؤلاء الأشخاص، على التواصل مع الغرباء بشكلٍ مستمر، إما لتقديم النصيحة أو لفعل الخير. وفي هذا الموضوع استشهد ليفيتين بأبحاث نُشرت سابقاً في جامعة ستانفورد، والتي أظهرت أن نسبة السعادة تزداد كلما تواصل الأشخاص مع غرباء خلال حياتهم اليومية. كما أكدت دراسة سابقة أعدها مركز بيو للأبحاث في واشنطن، أن الأشخاص المؤمنون الذين يمارسون النشاطات الدينية بانتظام يشعرون بسعادة أكثر من غيرهم، بعد أن تم استطلاع بيانات من أكثر من 20 دولة. الانتقال عبر الزمن حقيقة أو خيال؟ [vod_video id="Yar7YDR75zjnPbiz4weIFw" autoplay="1"]