هل ينجح أنطونيو بانديراس في تجسيد "أسطورة الموضة"؟.. الماضي يجيب
السينما والموضة عالمان منفصلان ولكنهما متقاطعان، تجمع بينهما الأضواء والشهرة والأناقة، ومن الطبيعي أن تجد أسماء كبرى بيوت الأزياء على شاشة السينما كمصممين للملابس لكن ماذا إذا تحول عالم الفاشون إلى بطل الفيلم الحقيقي؟. هذا السؤال يعود إلى السطح من جديد بعد اختيار النجم العالمي أنطونيو بانديراس ليجسد دور المصمم الراحل جياني فرساتشي في الفيلم السينمائي، المقرر عرضة العام القادم تزامنا مع الذكرى الـ20 لوفاة فرساتشي، وخصوصا بعد نفي عائلة المصمم الإيطالي أي علاقة لهم بالفيلم، فهل ستنجح السينما في تجسيد الأسطورة الإيطالية "فيرساتشي"؟ من الصعب الإجابة الآن لكننا نستطيع أن نتلمس الإجابة من خلال رصد نجاح السينما في تقديم أفلام الموضة والسير الذاتية لأساطير الفاشون. The Devil Wears Prada هذا الفيلم الذي صدر في 2006 جسد عالم الموضة من خلال شخصية "ميراندا بريسلي" أو ميريل ستريب رئيسة تحرير واحدة من أهم مجلات الموضة، وأقوى امرأة في مجال الأزياء والموضة، وقدمها الفيلم كشخصية قاسية وحادة بوجه جليدي وصاحبة قبضة حديدية مغلفة بقفاز ناعم. وفي المقابل الفتاه الساذجة "اندي" أو أن هاثاواي، التي لا علاقة لمظهرها بالموضة، وتحلم بأن تصبح مساعدة لميرندا، ولذلك تقرر "اندي" تغيير مظهرها والتشبه بميرندا في كل شيء ولكن كلما اقتربت ماندي أكثر من عالم رئيسة التحرير البراق، كلما أدركت كم هو عالم موحش ومزيف، لذلك تنتصر "أندي" في النهاية وترفض عالم رئيسة التحرير "الشيطانية". [vod_video id="FrJTxcMq75BmZyrJHxZe7Q" autoplay="1"] الفيلم مقتبس من الرواية الأكثر مبيعاً والتي تحمل نفس اسم الفيلم للمؤلفة لورين ويسبيرغر، وحقق إيرادات كبيرة في أمريكا والعالم ورشح الفيلم لأكثر من 35 جائزة، منها أوسكار أفضل ممثلة وأفضل مصممة أزياء، ونال ثمانية جوائز منها جائزة الغولدن غلوب للساحرة "ميريل ستريب". وتجنب معظم المصممين والمشاهير في عالم الفاشون الظهور في الفيلم ليس رفضاً أو عدم تقدير له، ولكن خوفا من استياء رئيسة تحرير مجلة "فوج"، آنا وينتور، والتي يقال إنها صاحبة شخصية "ميراندا بريسلي"، وهو ما يؤكد صدق أحداث الفيلم التي نقلت كواليس عالم الموضة والصحافة، بينما سمحت بيوت الأزياء باستخدام تصاميمها في الفيلم مثل "برادا"، و"شانيل"، و"فالنتينو". ومع مرور الوقت تغلبت المحررة الشهيرة "آنا ينتور" على الأمر، وعلّقت ذات مرة أنها تحب الفيلم، وميريل ستريب على وجه الخصوص، مما يشير إلى نجاح الفيلم لدرجة أقنعت المرأة الحديدية في صحافة الفاشون. Coco before Chanel من أكثر أفلام الموضة التي تناولت حياة مصممي الأزياء كشخصيات من لحم ودم، هو فيلم فرنسي من إنتاج عام 2009 يتحدث عن السنوات الأولى من حياة مصممة الأزياء الفرنسية الشهيرة كوكو شانيل، الممثلة الفرنسية أودري توتو النجوم لعبت دور البطولة. بعد عدة سنوات في دار الأيتام، خرجت "جابرييل شانيل"، لتعمل في إحدى البارات كمغنية أنها على حد سواء خياطة ومنحت لقب "كوكو" من أغنية كانت تؤديها مع شقيقتها، ثم تأخذ فرصة لتطوير موهبتها في تصميم القبعات وتنجح كوكو شانيل. القصة الدرامية في الفيلم، هي حب "كوكو" و رجل الأعمال الإنجليزي آرثر كابيل الذي يؤمن بموهبتها ولكنه يموت في حادث سيارة, فتدمر "كوكو" نفسيا لكنها تكمل مسيرة عملها تخليدا لحبهم. عرض الفيلم لأول مرة في أبريل 2009 في فرنسا وحقق إيرادات جيدة, تم ترشيحه لأربع جوائز "بافتا"، ثلاث جوائز في الفيلم الأوروبي، وست جوائز سيزار وجائزة الأوسكار لأفضل تصميم أزياء. [vod_video id="tKfT1ZrYehSHnelmsQ4DqQ" autoplay="1"] وأشاد النقاد بالفيلم لتقديمه سنوات شانيل المبكرة، وحصل الفيلم على تقدير متوسط" 63٪" من 126 ناقداً على موقع"Rotten Tomatoes" . Ready to Wear بالفرنسية Prêt-à-Porter"" للمخرج الأمريكي المعروف روبرت ألتمان، الذي صور خلال أسبوع الموضة في باريس في ربيع العام 1994، ليقدم كواليس أسبوع الموضة، ويقال أنه مستوحى من قصة مصممة الأزياء الفرنسية الراحلة سونيا ريكييل، شارك في الفيلم أسماء لامعة من النجوم وعارضات الأزياء مثل صوفيا لورين وجوليا روبرتس ومارتشيللو ماوسترياني وكيم باسينجر، ومن المصممين العالميين سونيا ريكييل وجان بول جولتيير، ومن السوبر موديل كارلا بروني وناعومي كامبل. الفيلم جنى إيرادات تعتبر هائلة في التسعينات حيث جاوز 11 مليون دولار، ورشح لجائزتين جائزة "غولدن غلوب" أفضل فيلم كوميدي موسيقي وأفضل أداء لممثلة في دور ثانوي لصوفيا لورين، ولكن لم يشيد به النقاد. [vod_video id="ZS8UErrqyALtQX8SoilBQ" autoplay="1"] Saint Laurent"" فِيلم فرنسي أخرجه وساهم في كتابته برتران بونلو، ومن بطولة جاسبارد أوليه، يروي الفيلم قصة المصمم العالمي إيف سان لوران ومسيرته الشخصية ومحطات من فشله وطفولته ومن حياته المهنية وحبه للأزياء، ويستعيد الشريط الطويل لحياته المركبة التي تنتهي بموته على كنبة صغيرة. [vod_video id="G4a1ICDNCjrBtqk8K7va0Q" autoplay="1"] نافس الفيلم على السعفة الذهبية بمهرجان كان السينمائي 2014، ورشح لعشر ترشيحات جائزة سيزار،منها أفضل فيلم، وأفضل مخرج، وربح جائزة لوميير لأفضل ممثل رئيسي. Valentino: The Last Emperor فيلم وثائقي صدر عام 2008، يروي حكاية مصمم الأزياء الإيطالي فالنتينو، الذي ارتدت تصاميمه شهيرات مثل جاكي أوناسيس والأميرة ديانا، الفيلم ليس غنياً فقط بمشاهد من حياة كبار مصممي الأزياء، ولكنه يلقي الضوء أيضاً على ما تتطلبه هذه الحياة من عمل وابتكار مستمر ويفتح أبواب عالم فالنتينو الساحر بعد اقترابه من سنّ التقاعد، شارك في الفيلم تقديرا لعبقرية فالنتينو، غوينيث بالترو، إليزابيث هرلي وكلوديا شيفر و ميريل ستريب. وبالنظر إلى الأفلام السابقة، يتضح أن السينما لم تفشل في تقديم عالم الموضة بل على العكس حققت معظم أفلام الموضة إيرادات جيدة في شباك التذاكر، واستطاعت أن تقنع معظم النقاد وتفوز بجوائز في مهرجانات عالمية، مما يعتبر دليل مبكر على نجاح فيلم فيرساتشي، وخصوصاً بعد إعلان بطل الفيلم "أنطونيو" عن تسجيله في مدرس الموضة العالمية سنترال سانت مارتينز لدراسة تصميم الأزياء. [vod_video id="Nto3FvN4FITLM8FQCcRLgQ" autoplay="1"]