مسنّات جزيرة «جيجو».. واقع حي لأسطورة «حوريات البحر»
روتانا - دعاء رفعت تشتهر جزيرة "جيجو" في كوريا الجنوبية، بمشاهدها البركانية، ومنتجعاتها الشاطئية، وهي بلا شك واحدة من أجمل الأماكن في العالم، حيث تكونت بالكامل من انفجار بركاني هائل، وقع قبل مليوني عام تقريبا. ويهيمن على تلك الجزيرة بركان "هالاسان"، البالغ ارتفاع فوهته 1950 مترا، وهو أعلى قمم كوريا الجنوبية، إلا أن الجزيرة متفردة بنسائها، فهن واقع حي لأسطورة حوريات البحر حيث تغطس الواحدة منهن بشكل منتظم، لعمق 34 قدما تحت سطح البحر، لجمع المحار، والقنافذ البحرية، والأخطبوط! "هاين يو".. حوريات البحر الكوريات تعرف تلك الجزيرة، مصطلحا يسمى "Haenyeo"، أو "حوريات البحر"، وهن نسوة تبلغ بعضهن الثمانين من العمر، ورغم ذلك يغطسن بانتظام لأعماق كبيرة، ورغم إمكانية استخدام أقنعة الأوكسجين اليوم، فإن هؤلاء النسوة يغطسن من قبل أن تتوافر أي معدات للغوص! [readmore post_link="https://rotana.net/tv-articles/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AD%D8%B4-%D9%82%D8%B5%D8%B5-%D8%AA%D8%B1%D8%B5%D8%AF-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%88%D8%A7/" ] "نساء البحر"، هو تقليد خاص بسكان جزيرة "جيجو"، يرجع إلى عام 434م، في الأصل، وكانت تعتبر مهنة للذكور، لكن في القرن الـ18، تحول معظم الغواصين إلى النساء، وهناك بعض التفسيرات حول كيفية تحول هذا التقليد من ذكوري إلى نسائي، وهو أنه خلال القرن الـ17، مات العديد من الرجال في البحر، بسبب الحرب وحوادث الصيد؛ لذلك اضطرت النساء إلى امتهان الغوص للبحث عن الرزق. وهناك تفسير آخر، هو أنه رغم تجنيد الرجال في جيش الملك، فإنه ما زال يُطلب من النساء دفع ضرائب باهظة؛ لذا بقيت "جيجو" دون أي خيار سوى أن تتوجه النساء إلى الغوص، من أجل دعم أطفالهن ودفع الضرائب، أخيرا فهناك احتمال أن نساء الجزيرة كنّ أكثر قدرة على تحمل الماء البارد، من الرجال، بسبب النسبة الأعلى من الدهون في أجسادهن. الحوامل يغصن في المياه المتجمدة في الماضي اعتاد "جيجو هين يو"، أن يحبس أنفاسه لمدة دقيقتين مع كل غطسة، حتى 7 ساعات في اليوم، ويقوم بهذا لمدة 90 يومًا في السنة، ولسنوات عدة، غطس في مياه المحيط المتجمدة، ببدلات قطنية محلية الصنع، وعندما أصبحت ملابس الغوص متوافرة في السبعينيات من القرن العشرين، أصبح بالطبع عملهم أسهل، ويمكنهم أيضًا الغوص بشكل أعمق، وقضاء المزيد من الوقت تحت الماء، وبالتالي زيادة دخولهم. [vod_video id="xBLtkblk5VSwoSFmojq4w" autoplay="1"] وتملك امرأة البحر معرفة كبيرة بالحياة البحرية، حتى تغوص أسرع، وترتدي أوزان الرصاص، مربوطة إلى خصرها، ويتم ترك جهاز تعويم يسمى "تيواك" على سطح الماء، بشبكة معلقة أسفله، بحيث يخزّن المحصول، والكثير منهن يستخدمن أدوات مختلفة، لالتقاط المخلوقات البحرية من قاع البحر. غواصو "جيجو" 3 مجموعات منفصلة وطبقا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن حوالي 21% من نساء "جيجو"، كنّ من الغواصين المحترفين، في أوائل الستينيات، كما أنه يقال عنهن إنهن يقمن بأعمال الموتى في أراضي الأحياء. ويتم تصنيف غواصي "جيجو"، إلى ثلاث مجموعات، وفقًا لمستوى خبرتهم، وهم (هاغون) المبتدئون، و(جونجون) متوسطو الخبرة، و(سانجان)، وهم الخبراء الذين يقدمون التوجيهات للآخرين. ولسنوات ظل التقليد متوارثا في تعاونيات المصايد المحلية، والمدارس، وفي العائلات، من الأم إلى الابنة، لكن بما أن الغطس صعب وخطير، فإن الشابات الآن يفضلن العمل في المنتجعات الفندقية، بدلا من الغوص؛ لذا تضاءل عدد النساء في البحر، إلى حوالي 4500 امرأة، و84% منهن في سن الستين أو أكثر، من أصل 26 ألف امرأة في الستينيات. [readmore post_link="https://rotana.net/tv-articles/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%88%D8%AF-%D9%82%D8%AA%D9%84-500-%D9%85%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%B4%D8%AE%D8%B5-%D9%82%D8%A8/" ] وتواصل حكومة جيجو كفاحها، لإنقاذ هذا التقليد حاليا، وقبل بضع سنوات، طلبوا من اليونسكو، إضافة الجزيرة إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي، لكن إذا استمر هذا الاتجاه فلن يكون هناك "هين يو"، وهو اسم عمل هؤلاء النساء، على الإطلاق في المستقبل القريب. ويقول "يانغ هي بوم"، المسؤول في حكومة "جيجو": "معظم الـ(هين يو) ستزول بعد 20 عاما، ما لم يكن لدينا مجندون جدد". [more_vid id="4Ls2cVHtKMiOXOjmVA0ePA" title="المجموعة الخاصة بدار فيرساتشي لما قبل خريف 2019" autoplay="1"]