ساحة شهداء أحد تستقطب أعداداً غفيرة من زوار طيبة في العيد
تعد ساحة شهداء أحد أبرز المعالم التاريخية التي تستقطب أعداداً غفيرة من زوار المدينة المنورة، كما يحرص غالبية الزوار على زيارة الأماكن التاريخية التي تزخر بها طيبة الطيبة والتقاط صور للذكرى تخلد في أذهانهم مواقف رحلتهم الإيمانية، لتنتقل معهم إلى بلدانهم.وتبدأ الرحلة الإيمانية للزائر منذ السادسة صباحاً، إذ تصطف عشرات الحافلات في الشوارع المحيطة بالمسجد النبوي، وبالقرب من مساكن الزوار، حيث يستقل عدد منهم حافلة تنقلهم تباعاً إلى المساجد والأماكن التاريخية، يمكثون بضع ساعات يؤدون خلالها ركعتي السنة في المساجد التاريخية، قبل أن تسلك بهم الحافلة طريق سيد الشهداء، ليعود بهم الزمن إلى أكثر من 1400 عام، وتحديداً في السابع من شوال في السنة الثالثة من الهجرة، حيث يستحضرون في المكان ذاته أصوات صليل السيوف، ورمي النبال، ووقع حوافر الخيل وأصوات التكبير والتهليل في ساحة أحد التي ارتوت بالدماء الطاهرة.ويطل على ساحة شهداء أحد من الناحية الجنوبية "جبل الرماة" الذي يعدّ أبرز المعالم التي يحرص غالبية الزوار على صعوده والوقوف على جنباته، للتمتع بإطلالة على ساحة المعركة التي قاد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف من الصحابة رضوان الله عليهم، لقتال ثلاثة آلاف من جيش المشركين، والتي دحر الله فيها الباطل، واختار إلى جواره ثلة من الشهداء الأبرار، ويطل الزائر من جبل الرماة على "جبل أحد" الذي قال عنه الرسول عليه الصلاة والسلام: "أحد جبل يحبنا ونحبه"، كما يضم المكان التاريخي مقبرة شهداء المعركة والتي تضم بين ثراها 70 صحابياً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من بينهم سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم.وتقوم الجهات المعنية بخدمات مكثفة للعناية بالزوار أثناء تجولهم بين الأماكن الدينية والتاريخية التي يتشوقون إلى زيارتها، فقد سهّلت لهم الطرق المباشرة لوصول الحافلات والمركبات إلى تلك الأماكن لتمكين ضيوف الرحمن من أداء عباداتهم بيسر وأمان، ويقوم منسوبو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفرع وزارة الشؤون الإسلامية بخدمات التوعية والتوجيه والإرشاد، كما وضعت لافتات إرشادية بعدة لغات للتعريف ببعض تلك المواقع، وما يشرع فيها من أدعية.