بوتسوانا.. وجهة "سياحة الصفوة" لمعايشة الأسرار الإفريقية
بوتسوانا ساحرة إفريقية، تلهم عشاق رحلات السفاري حول العالم، بمحمياتها الطبيعية الرائعة في دلتا أوكافانغو الفريدة من نوعها في العالم، والتي تعرف بأنها أفضل مكان لمعايشة الأسرار الإفريقية. [foogallery id="234936"] وتستهدف بوتسوانا "سياحة الصفوة" وتمنح امتيازات داخل المحميات الطبيعية الخاصة بها لشركات تنظيم رحلات السفاري الفاخرة والمنتجعات الفاخرة، فعندما تنطلق رحلات السفاري يتمتع السياح بمشاهدة الحيوانات البرية على غرار الرحلات الاستكشافية، وتوفر الفنادق الصغيرة في المحميات مكانا لإقامة 20 سائح كحد أقصى. وبطبيعة الحال فإن فخامة المخيمات ورفاهيتها لها تكلفتها، والتي لا تقل بأي حال من الأحوال عن حوالي 400 يورو للشخص الواحد في الليلة الواحدة، ولا تنطبق هذه التكلفة على أغلى أماكن الإقامة، وخلال الرحلة من مهبط الطائرات المروحية إلى المخيم يشاهد السياح مختلف أنواع الحيوانات، مثل الظباء والحمير الوحشية والزرافات، على سبيل الترحيب بهم في المحمية الطبيعية. وتعد دلتا أوكافانغو واحدة من أكثر المحميات الطبيعية ثراءً في إفريقيا، وتضم المناظر الطبيعية هنا متاهة لا نهاية لها من الجزر الصغيرة والبحيرات والأراضي الرطبة. وينحدر نهر أوكافانغو من مرتفعات أنغولا وتتدفق مياهه لمسافة 1500 كلم، وقام بتكوين أكبر دلتا داخلية في العالم. وتحولت المنطقة بسبب وفرة المياه إلى أحد أهم الملاجئ للحيوانات في جنوب القارة السمراء، ويتمكن السياح خلال موسم الجفاف من الوصول إلى بعض الفنادق الصغيرة بواسطة سيارات الدفع الرباعي، إلا أن معظم السياح يصلون إلى هذه المنطقة عن طريق الطائرات المروحية الصغيرة أو القوارب. إثارة ومغامرة يروي أحد المرشدين السياحيين تجربته موضحا أن فيلا صغيرا خرج من وسط الأعشاب ووقف أمام اللودج على مسافة 20 متر من السياح، ويبدو أن هذا الحيوان الضخم كان خائفاً من السياح، وهنا قام المرشد السياحي بتشغيل محرك القارب، وقم بالنقل إلى التعشيقة الخلفية، وحاول أن يهدئ من روع السياح وأشار إلى أنه سيذهب بعيدا عنهم. وعندما يصل السياح إلى اللودج، فإنه يتم اصطحابهم إلى الخيام الخاصة بهم عبر ممرات خشبية طويلة، وقد تم بناء هذه الأكواخ الفاخرة من الأخشاب والأقمشة، ولا يمكن أن تكون خياماً تقليدية، وتحتوي هذه الأكواخ على قطع أثاث فاخرة مصنوعة من الأخشاب، كما يتم استعمال أواني نحاسية كأحواض للغسل. وتقع هذه الأكواخ على حافة ضفة الجزيرة، بحيث يمكن للسياح مشاهدة قطيع من الأفيال أمام الشرفة بشكل مريح. وهنا يشعر السياح بأجواء رحلات السفاري في بوتسوانا، الذي تزخر بأكبر عدد أفيال في قارة أفريقيا. وتمتاز المخيمات الفاخرة بالحفاظ على البيئة، ويستمتع السياح بخدمات فاخرة، بما في ذلك الأطباق الشهية اللذيذة، وفي المساء يجلس السياح في دائرة صغيرة حول نار المخيم، ويشاهدون النجوم في السماء الصافية ويستمعون إلى أصوات الحيوانات البرية، التي تشق الصمت والهدوء. وبطبيعة الحال لا تبتعد الأفيال أو أفراس النهر كثيراً عن المخيم، بل إن المسافة لا تزيد عن عشرة أمتار من نار المخيم. طرق سريعة لأفراس النهر وينطلق السياح في رحلة ممتعة تعود إلى عصر الاستكشافات؛ حيث يمروا على أعداد لا تحصي من زنابق الماء، ويسيروا وسط القنوات الضيقة، التي ينمو بها نبات البردي، والتي هجرتها أفراس النهر، ولذلك فإن هذه القنوات تعرف باسم الطرق السريعة لأفراس النهر. وبعد ذلك طلب المرشد السياحي من المجموعة المرافقة له التزام الهدوء عندما وصلوا إلى البحيرة، حتى لا يتسببوا في فزع أفراس النهر، وبالتالي فإنها تصبح خطرة. وتظهر التماسيح تحت أشعة الشمس، ويشاهد السياح الجاموس الوحشي والظباء والزرافات وهي ترعى في هدوء وسلام على هذه الجزيرة الصغيرة.