الوحدة.. غربة النفس أم سطحية العلاقة؟
الوحدة أصعب شعور يمكن أنْ يمر به الفرد، فالإحساس بغربة النفس وعدم وجود اليد التي تحنو علينا وتخلصنا من همومنا، يجعلنا ندخل في دوامة من التوهان النفسيّ الذي قد ينتهي بالاكتئاب، ويكون الحزن هو السمة الأساسية التي تلون وجوهنا وحياتنا بأكملها لتصبغها بالأسود القاتم. أثبتت دراسة علمية حديثة أنّ الشعور بالوحدة يضعف جهاز المناعة كثيراً، بل ويقلل فرص الشفاء من الأمراض، فقد وجد الباحثون المشاركون في الدراسة أنّ الشخص المنعزل اجتماعياً يعيش أقل من غيره بنسبة 22%، أيْ أنّ الانخراط في مجموعة والاندماج مع الآخرين يطيل العمر. وفي هذا السياق يقول "الدكتور هاشم بحري- أستاذ علم النفس": إنّ الشعور بالوحدة ينتج عن سببين أساسيين، هما: 1- الفتور: وهو التناقض اللاشعوريّ في العلاقات مع الأشخاص المحيطين بنا، سواء على الجانب الشخصيّ أو العمليّ. 2- سطحية العلاقات: بمعنى أنّ الفرد قد يمتلك علاقات اجتماعية كبيرة لكنها مسطحة وغير فعالة، لأنّ بعض الأشخاص قد لا يرغبون في أنْ يخوض أحد عالمهم الخاص. وأضاف بحري هناك أسباب أخرى للشعور بالوحدة وهي: - عند فقدان شخص عزيز وقريب من القلب ما يجعلنا نقف في مكان لا نتحرك منه. - قد نصطدم بفجاعة تصرفات الآخرين تجاهنا فنفضل البقاء بعيداً عن الأصدقاء أو الأقارب حتى لا نتألم من أفعالهم. ناصحاً بأنه يجب على الفرد أنْ يُوقن تماماً بأنّ الإحساس بالوحدة ينبغي أنْ يكون مؤقتاً وليس دائماً حتى لا يكون عرضه لأمراض نفسية أكبر من ذلك فيقضى على حياته قبل بدايتها. وفي إطار التخلص من الشعور بالوحدة نصح أستاذ علم النفس بما يلي: ـ الانخراط في الأنشطة الاجتماعية مع الأقارب والأصدقاء. ـ خوض تجارب شخصية جديدة. ـ الحرص على استعادة الذكريات الجميلة والسعيدة. ـ الانطلاق نحو المرح والترفيه. ـ المشاركة في الأعمال التطوعية ومساعدة الآخرين. ـ محاربة الأفكار التي تحث على الانطواء والعزلة. ـ اكتشاف الأشخاص والبيئة المحيطة بك. ـ تحديد الأولويات وسرعة البدء في تنفيذها.