الرقص باللافتات الإعلانية يتحول من أسلوب جذاب للترويج للمنتجات لفن استعراضي أكروباتي
  • تاريخ النشر

الرقص باللافتات الإعلانية يتحول من أسلوب جذاب للترويج للمنتجات لفن استعراضي أكروباتي

في الحقيقة كان مايك وماكس يسيعان فقط لجني بعض الدولارات خلال الصيف، ففي الثامنة عشر من عمريهما، شرع هذان الزميلان بمعهد سان دييجو في العمل على حمل اللافتات الدعائية والوقوف بها في تقاطعات الطرق، ويتذكر مايك هذه الأوقات قائلا "لم يكن الأمر جذابا. وكان الناس يسخرون منا".للتغلب على الملل، بدآ الصديقان في تبادل اللافتات الإعلانية فيما بينهما ومع زملاء آخرين والقفز بصورة استعراضية لالتقاطها، الأمر بدأ يتخذ منحى مختلفا عندما بدأوا يتنافسون فيما بينهم على حركات أكثر تعقيدا وأطلقوا عليها "kickflip" . كان السائقون الذين يمرون بجوارهم يطلقون أبواق السيارات ويضحكون ويقومون بتحيتهم، كانت هذه لحظة ظهور فن "Sign Spining"، وهو المصطلح الذي أطلق على الألعاب البهلوانية التي يقوم بها حاملو اللافتات الدعائية للفت الانتباه.في البداية كان رجال الأعمال ينظرون إلى هذه الفكرة بشيء من الريبة، فلم يكن هناك أحد يرغب في دفع أموال لهؤلاء الشباب كي يقوموا بإلقاء اللافتات الدعائية في الهواء، كانوا متخوفين من أن يضيع الاعلان التجاري وسط كل هذه الحركات الأكروباتية.استمر الوضع على ما هو عليه حتى أكدت عميلة، أنفقت نحو ثلاثة الاف دولار بأحد المحال التجارية، بأن هذه الحركات البهلوانية هي ما لفتت انتباهها لهذا المتجر. بفضل هذه العميلة، وقع ماكس دوروفيتش ومايك كيني أول عقد ضخم لهما.ورغم أن سبل الدراسة تشعبت بالزميلين، حيث التحقا بكليتين مختلفتين، فإن العمل ظل في ازدهار. انتقل دوروفيتش للعيش في واشنطن، بينما ظل كيني في كاليفورنيا. ويتذكر كيني، الذي يبلغ من العمر الآن واحد وثلاثين عاما، "بالنظر لأن أحدا لم يثق بنا في تجربتنا الأولى، أردنا إثبات المزيد".وأصبح الترويج بهذه الصورة حق امتياز يحظى حاليا بأربعين فرعا في الولايات المتحدة وتمثيل في تسع دول أخرى.ومنذ فترة من الزمن حمل جيل من لاعبي الأكروبات الموهوبين أمثال جريج هاكانسون الراية من رجال الأعمال هؤلاء. يعمل الشاب ذو الخمسة وعشرين ربيعا بجوار إحدى محطات التزود بالوقود التي تحتل واحدا من التقاطعات بالمنطقة التجارية الأكثر حيوية في سان فرانسيسكو وهو يرتدي زيا أحمر. وكتب على اللافتة الدعائية "اليوم الوقود مجانا" وهي على شكل سهم يرفعه عاليا. يقوم هو وزملائه بقفزات أكروباتية بهدف جذب انتباه السائقين، ولا يتوقفون كثيرا.ويقر هاكانسون "اليوم الأول مريع"، ولكن لا مجال للاستسلام، فبعد ست سنوات قضاها في هذا العمل، بات ملما بأكثر من 600 حيلة يفاجئ بها الناس، ويقول، وهو يلف اللوحة الدعائية كما لو كانت عجلة محورها جسده "الحيلة المفضلة بالنسبة لي هي الطاحونة المائية". ويبرز من بين العاملين في هذا المجال رياضيون وراقصون وأشخاص يجيدون استخدام ألواح التزلج، والذين يروجون لأعمال بداية من السينما وانتهاء بالمطاعم ومرورا بالمحال التجارية الصغيرة أو شركات خدمات الهواتف المحمولة.ويوضح كيني أن من بين أشهر الحركات التي يقومون بها وأكثرها شعبية تبرز "helicopter toss scissor takedown"، وهي عبارة عن إلقاء اللوحة الدعائية في الهواء لتدور فوق رأس المؤدي كما لو كانت دوار مروحية ليلتقطها المؤدي بعدها بين ساقيه على شكل مقص بشري. كل هذه الحركات الأكروباتية موثقة منذ فترة في قاموس الأرقام، والذي يحفظ أسرار هذه المهنة.وأمضى هاكانسون 12 ساعة متواصلة في أداء هذه الحركات الأكروباتية. وفي نهاية دوامه يبدو أنه يستنفد آخر ما لديه من طاقة، وقد تعرض لجرح. ويتراوح راتب من يمارس الدعايا من هذا النوع في الولايات المتحدة ما بين عشرة وعشرين دولار في الساعة، ويعتمد ذلك على الحركات التي يؤديها خلال الدوام. ويتنافس نجوم المجال سنويا في لاس فيجاس، حيث يقدمون أجمل حركاتهم الأكروباتية، ولكن في الشارع يكون التواصل مع الجمهور وابتساماتهم، كما أن تحلي المؤدي بشخصية منفتحة أمر في غاية الأهمية، وفقا لما يؤكده كيني.ويقول داني بارتيدا، الذي يعمل مع هاكانسون "إنها جرعة ضخمة من الأدرينالين"، مشيرا "نحن فخورون بعملنا. هناك تدريب أسبوعي، كما لو كانت رياضة". ورغم بعض الحركات البذيئة التي تخرج من بعض السائقين، فإن غالبيتهم يستمتعون بهذه العروض، ويؤكد "أحب القيام بهذا بقدر ما يحتمله جسدي".