التانجو الأرجنتيني ونجوم غانا في تحدّ سهل بالدور الأول لمونديال الشباب
بعد غيابه عن النسخة الماضية ، سيعود المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم للشباب (تحت 20 عاماً) إلى الظهور في بطولات كأس العالم للشباب من خلال النسخة العشرين التي تستضيفها نيوزيلندا من 30 أيار/مايو الحالي إلى 20 حزيران/يونيو المقبل.وغاب شباب التانجو عن النسخة الماضية والتي استضافتها تركيا قبل عامين لكنه يعود إلى فعاليات البطولة كمرشح قوي للفوز باللقب بل وإلى تحقيق الكثير من الأرقام القياسية.ولهذا ، ستكون الأضواء مسلطة بقوة على المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة والتي تضم إلى جانب المنتخب الأرجنتيني كلا من منتخبات غانا وبنما والنمسا.وتصب معظم الترشيحات بهذه المجموعة في صالح المنتخبين الأرجنتيني والغاني نظراً للخبرة الكبيرة التي يحظيان بها وفوز كل منهما بلقب البطولة من قبل.ولكن المفاجآت تبدو واردة خاصة من المنتخب البنمي الطموح بقيادة المدرب الأرجنتيني ليوناردو بيبينيو.ويستحوذ المنتخب الأرجنتيني على الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب البطولة برصيد ستة ألقاب في أعوام 1979 و1995 و1997 و2001 و2005 و2007 إضافة لفوزه بلقب الوصيف في 1983 .وغاب الفريق ، في مفاجأة كبيرة ، عن النسخة الماضية بتركيا عام 2013 لكنه أبهر الجميع من خلال بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية للشباب التي استضافتها أوروجواي مطلع هذا العام وتوج بلقبها المنتخب الأرجنتيني عن جدارة واستحقاق بعدما قدم عروضا رائعة على مدار مبارياته في البطولة.وكان هذا اللقب هو الخامس لشباب التانجو الأرجنتيني على مستوى قارة أمريكا الجنوبية حيث توج باللقب أربع مرات سابقة في 1967 و1997 و1999 و2003 .ومع فوز الفريق باللقب القاري بعد التغلب على منتخب أوروجواي صاحب الأرض 2-1 في النهائي ، أصبح الهدف الجديد لشباب التانجو هو استعادة العرش العالمي من خلال النسخة العشرين في نيوزيلندا.وخلال مسيرته في البطولة القارية ، وجّه شباب التانجو إنذارا شديد اللهجة إلى باقي المنافسين في البطولة العالمية حيث حقق الفريق الفوز في جميع مبارياته باستثناء هزيمة غير مؤثرة أمام باراجواي في مجموعته بالدور الأول للبطولة كما سجل الفريق 24 هدفاً في تسع مباريات بالبطولة بمتوسط يزيد عن هدفين ونصف الهدف في المباراة الواحدة.وإلى جانب تألق هجوم الفريق بقيادة جيوفاني سيميوني نجم ريفر بليت الأرجنتيني ونجل النجم الأرجنتيني السابق دييجو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد الأسباني والفائز بلقب الهداف في البطولة القارية برصيد تسعة أهداف ، يحظى المنتخب الأرجنتيني بدفاع قوي صلب ويستطيع من خلاله المنافسة بقوة في البطولة العالمية التي تشهد نسختها الجديدة مشاركة أقوى الفرق.ويدعم فرص الفريق في هذه النسخة أنه يخوض البطولة تحت قيادة المدرب هامبرتو جروندونا الذي يتمتع بخبرة كبيرة في مجال التدريب تمتد لنحو عقدين وكان منها تجربة لم يكتب لها النجاح مع المنتخب المكسيكي حيث فشل معه في بلوغ مونديال الشباب عام 2005 بهولندا.لكنه يسعى في نفس الوقت إلى استكمال ما بدأه في السنوات القليلة الماضية عندما بلغ مع المنتخب الأرجنتيني المربع الذهبي لمونديال الناشئين (تحت 17 عاما) في 2013 بالإمارات.ويضاعف من فرص الفريق في البطولة المقبلة أنه يعتمد على مجموعة متآلفة من اللاعبين يلعب معظمهم في نادي ريفر بليت وبعضهم في سان لورنزو وبوكا جونيورز الأرجنتيني مع عدد قليل من المحترفين بالخارج.ويبرز من هؤلاء اللاعبين كل من سيميوني وزميليه في ريفر بليت المدافع إيمانويل مامانا وحارس المرمى أوجوستو باتايا وكذلك ماكسيميلاينو رولون لاعب وسط الفريق الثاني لنادي برشلونة الأسباني وآنخل كوريا قائد الفريق والمحترف في أتلتيكو مدريد الأسباني والمدافع تياجو كاساسولا المحترف بفولهام الإنجليزي.وينتظر أن يكون المنافس الرئيسي للتانجو الأرجنتيني في هذه المجموعة هو المنتخب الغاني الذي طالما صال وجال في مشاركاته الست السابقة بالبطولة ولكنه توج باللقب مرة واحدة سابقة في 2009 بمصر وفاز بلقب الوصيف في نسختي 1993 و2001 بخلاف فوزه بالمركز الثالث في نسخة 2013 بتركيا.ويظهر المنتخب الغاني دائما ضمن المرشحين للفوز باللقب لما يتمتع به شباب النجوم السوداء من مهارات عالية بخلاف اللياقة البدنية الهائلة التي تمثل عبئا بدنيا على منافسيه.ومع إخفاق الفريق في كأس أمم أفريقيا للشباب هذا العام بالهزيمة أمام منافسه النيجيري في المربع الذهبي ، أصبح هدف النجوم السوداء هو التعويض من خلال مونديال الشباب واستعادة اللقب بعد ست سنوات من الفوز الوحيد به.وما زال المنتخب الغاني هو الفريق الوحيد من خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية الذي توج بطلا للعالم لفئة الشباب.ومن بين العوامل التي تضاعف تفاؤل الفريق أن المدرب الحالي للفريق هو سيلاس تيتيه الذي قاد الفريق للقب في 2009 وللمركز الثالث بعدها بعامين ويأمل في استغلال خبرته التدريبية ومهارة لاعبيه ولياقتهم البدنية في الفوز باللقب العالمي مجددا.ويدرك تيتيه جيدا صعوبة المهمة التي تنتظره في مواجهة المنتخب الأرجنتيني بهذه المجموعة لكنه يرى أن العبور من هذه المجموعة ليس صعبا بدرجة كبيرة.ورغم هذا ، يسعى تيتيه ولاعبوه إلى تقديم عروض قوية في الدور الأول أملا في تصدر المجموعة لضمان مواجهة أفضل في الدور الثاني (دور الستة عشر) بعدما وعى الفريق الدرس جيدا من البطولة الأفريقية حيث تسببت هزيمته أمام مالي صفر-1 في مجموعته بالدور الأول إلى مواجهة أصعب أمام نيجيريا في المربع الذهبي ليخسرها الفريق قبل الفوز على مالي 3-1 في مباراة تحديد المركز الثالث.ويعتمد المنتخب الغاني أيضا بشكل كبير على خبرة كليفورد أبواجي لاعب وسط فريق غرناطة الأسباني والذي كان ضمن المشاركين في النسخة الماضية من مونديال الشباب عندما فاز الفريق بالمركز الثالث في 2013 بتركيا.وإلى جانب أبواجي ، يتألق أكثر من لاعب من بينهم عدد من المحترفين بالأندية الأوروبية.وفي المقابل ، ينتظر أن تكون فرص المنتخبين النمساوي والبنمي قاصرة على المنافسة على المركز الثالث في المجموعة ومحاولة التأهل إلى دور الستة عشر ضمن أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث في المجموعات الست.ويشارك كل من المنتخبين للمرة الخامسة في النهائيات كما أن الخروج من الدور الأول كان مصيرهما في المشاركات الأربع الماضية باستثناء فوز المنتخب النمساوي بالمركز الرابع في نسخة عام 2007 .ورغم مشاركة المنتخب النمساوي في النسخة الأولى لمونديال الشباب ، لم يترك الفريق بصمة كبيرة في مشاركاته بالبطولة كما أن تأهله للنسخة الجديدة جاء من خلال عبوره الدور الأول (دور المجموعات) ببطولة أوروبا للشباب (تحت 19 عاما) وهو ما لا يمكن أن يكون مقياسا لقدرته على المنافسة في المونديال حيث تغلب الفريق على المجر وإسرائيل وخسر من البرتغال في طريقه للمربع المربع الذهبي للبطولة الأوروبية.ولذا ، تمثل النسخة الجديدة لمونديال الشباب تحديا من نوع خاص للكتيبة النمساوية بقيادة المدرب أندرياس هيراف الذي يعتمد على مجموعة من اللاعبين المنتشرين بالأندية النمساوية والألمانية.وفي المقابل ، تأخرت المشاركة الأولى لمنتخب بنما في مونديال الشباب إلى 2003 لكنه أصبح من الوجوه شبه المنتظمة في البطولة حيث يخوض النهائيات للمرة الخامسة في آخر سبع نسخ.وقدم الفريق في الطريق إلى مونديال الشباب القادم مسيرة رائعة تنم عما يستطيع هذا الفريق تقديمه في المونديال حيث يتمتع بخط دفاع رائع لم تهتز شباكه في بطولة اتحاد كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) سوى مرة واحدة عندما تعادل 1-1 مع المنتخب المكسيكي في النهائي قبل أن يخسر بركلات الترجيح.وربما لا يتمتع لاعبو المنتخب البنمي بالمهارات الفنية الفردية العالية مثل نظيريه الأرجنتيني والغاني ولكنه يمتلك عنصراً آخر للتفوق يبرز في الانسجام بين اللاعبين والتنظيم الدفاعي والقدرات الهجومية العالية بقيادة اللاعب إسماعيل دياز الذي يمثل الورقة الرابحة الرئيسية لدى المدرب بيبينيو.