أهم أسباب اختفاء الدفء الأسري
  • تاريخ النشر

أهم أسباب اختفاء الدفء الأسري

الترابط من أهم مقومات نجاح العلاقات الأسرية، فالأسرة المثالية هي التي تحرص على وجود التكامل بين أفرادها، لكن ما يلاحظ مؤخراً هو سيطرة شبح التفكك الأسري على الكثير من العائلات، ما أسفر عن غياب بعض المفاهيم مثل القدوة الحسنة وتقدير الآخرين. وتشير الدراسات النفسية إلى تعريف التفكك الأسري بأنه نوع من الخلل الذي يصيب أركان الأسرة، ما يؤدي إلى تصدّع العلاقة بين أفرادها، وانهيار الوحدة الأسرية، ما يؤثر سلباً على السلوكيات العامة داخل المحيط الأسري وخارجه. وفي هذا السياق تقول "الأستاذة سلمى نيازي- مستشارة العلاقات الاجتماعية والأسرية" الهزة العنيفة التي أصابت كيان العديد من الأسر مؤخراً أثرت بلا شك على الأجيال الناشئة من حيث أنماط التفكير والسلوك، ولعل التدنّي في المستويات الأخلاقية أيضاً من النتائج المترتبة على غياب الترابط والدفء الأسري. موضحة أنّ هناك بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى انهيار أركان الأسرة مثل: العمل الإضافي: الحياة المادية التي دفعت العديد من الآباء والأمهات أيضاً إلى الالتحاق بعمل إضافي، ما جعل الأسرة تفتقر إلى وجود عنصر التواصل سواء فيما بين الزوجين أو فيما بين الآباء والأبناء. - الإنترنت: يعتبر وجود الإنترنت في المنزل بمثابة المسؤول الأول عن المشاكل الأسرية، حيث إنه في أغلب الأحيان لا يتم توظيفه على النحو السليم، فأصبحنا نرى الجوالات والأجهزة اللوحية بين أيدي جميع أفراد الأسرة، ولكل منهم عالمه الافتراضي الخاص، وبالتالي فقدت مشاعر الألفة داخل المحيط الأسري. الاعتماد على المساعدة المنزلية: لعل هذا هو السبب الرئيسي في غياب القيمة والقدوة في نفوس الأطفال، وذلك بسبب ابتعاد الآباء والأمهات عن تقلد أدوراهم التقليدية من حيث رعاية الآباء واللجوء عوضاً عن ذلك إلى الاعتماد على الخادمة في المنزل. مؤكدة أنّ هناك أموراً ينبغي أنْ يراعيها رب الأسرة حفاظاً على كيانها من الانهيار وهي: - لا بد من الإبقاء على قنوات الاتصال المفتوحة بين الزوجين والأبناء يومياً. - عمل خطة أسرية ذات تخطيط خاص، ولتكن أسبوعية عن كيفية تنظيم الوقت ومكان قضاء العطلة وخلافه وإشراك الأبناء في وضعها. - إذا استطاع الآباء مقاومة هوس الجوالات والأجهزة اللوحية، سيتمكن أبناؤهم من ذلك أيضاً. - تعزيز روح التعاون بين الأبناء، من خلال تشجيعهم على مساعدة بعضهم البعض في المهام المدرسية مثلاً. - تنمية حب القراءة لدى الأبناء، وهنا يجب أنْ تبدأ بنفسك أولاً، فلتدع هاتفك وتمسك بكتابك. - متابعة سلوك الأبناء يجعلهم يشعرون بالاهتمام من قبل والديهم، فمثلاً مدح وتشجيع السلوك الإيجابي من الأمور التي تعزز مشاعر الارتباط بين الآباء والأبناء. وفي ذات السياق يُعلّق "الأستاذ طراد باسنبل- مستشار تطوير الذات" في برنامج "سيدتي" المذاع على قناة روتانا خليجية قائلاً:" غياب القيمة الحقيقية لمفهوم جودة الوقت داخل العائلات هو السبب الرئيسي في غياب الحميمية الأسرية". موضحاً أنّ الاجتماع العائلي صار بلا فائدة في ظل انشغال كل واحد من أفراد العائلة بمتابعة جواله الخاص، فالأطفال مشغولون بالألعاب على الأجهزة اللوحية والنساء بالدردشة عبر "واتس آب". تلك المشاهد التي باتت تسود معظم الأسر، والتي تعبّر عن مدى التمزق والتفكك، سببها وسائل التواصل الاجتماعي. مؤكداً أنّ غياب التواصل الشخصي البصري بين أفراد الأسرة من شأنه أنْ يؤثر على سلوك الأبناء من خلال الاندفاع نحو إقامة صداقات مع أشخاص مجهولين عبر الشبكات الاجتماعية، الأمر الذي قد يعرّضهم لكثير من المخاطر الأخلاقية. مفسراً ذلك بأنّ الإنسان بطبعه يبحث عمن يتواصل معه فكرياً ويشبع حاجاته النفسية، ما يجعل البحث في العالم الافتراضي من الأمور الخطيرة، بخاصة بالنسبة للأطفال والمراهقين، والسبب في الأساس هو غياب الوجود الحقيقي لمعنى الأسرة. ناصحاً بالحرص على تقوية الترابط الأسري كالتالي: - ضرورة إحداث التوازن في الحياة ما بين العمل، قضاء الوقت مع الأسرة وأيضاً مطالعة الجوال. - إعادة ترتيب الأولويات بين المهام اليومية. - تخصيص وقت للحوار بين أفراد الأسرة. - أهمية اللقاء العائلي خلال العطلة الأسبوعية.