"الجنادرية 31" يكشف تفاصيل مهنة "القلافة".. ماذا تعرف عنها؟
يشتهر سكان السواحل في المملكة العربية السعودية بصناعة السفن والقوارب، فضلا عن امتهانهم للعديد من المهن المرتبطة بالبحر، واشتهرت العديد من العائلات وخاصة في تبوك بصناعة السفن التي كانت تدعى في الماضي "القلافة". وعلى الرغم من مرور وقت طويل على هذه الصناعة، وتقدم التقنيات التي ساعدت الجميع في إنجاز أعمالهم بشكل أسرع وأسهل، إلا أن هناك أشخاص لازالوا متمسكين بهذه المهنة، منهم القلاف الستيني عبد العزيز حلواني الذي يعيش في تبوك، وقرر أن يعرض مهاراته في صناعة السفن في مهرجان الجنادرية 31. تميز "حلواني" خلال فعاليات المهرجان بوقوف الزوار أمامه، وهو يرسم لوحة على الخشب، ويصنع القوارب أمام أعين الزوار، راويا القصص القديمة عن صناعة السفن، حيث كانت أغصان الأشجار وجذوعها هي أساس كل قارب بدائي يستخدمه الإنسان في عبور البحر، ثم استخدم الألواح، ثم اكتشف التجويف، إلى أن وصلوا إلى السفينة. يقول القلاف حلواني، إنه بدأ عمله في صناعة السفن في سن مبكره، عندما عمل بالصيد مع والده، ثم انجذب لصناعة القوارب بسبب أبناء عمه وعمل معهم وترك والده. وتطور في المهنة حتى وصل إلى تصميم السفن الشراعية كنماذج للديكور، وتميز بالدقة التي جعلت تصاميمه فريدة ومميزة جدا، ولهذا كانت مشاركته في فعاليات الجنادرية أساسية، فكان يحرص على المشاركة في فعاليات هذا المهرجان المتميز، وفاز بعدة جوائز، وتم تقييمه وتتويجه بالمركز الأول كأبرز صانع للسفن الشراعية والقوارب. ويروي تفاصيل صناعة السفينة موضحا أنها تبدأ باتفاق صاحب السفينة الذي يملك المال مع كبير القلافة، ويبدأ في رسم السفينة، ويضع تصميمها وحمولتها، ثم يعاين نوعية الخشب، ثم يختار القلافة المهرة، ثم يبدأ ببناء "البيص"، أو قاعدة السفينة، ويقيس الميل والتجويف، ثم يركب الألواح، ثم القواعد العليا فوق الألواح. وكشف في حواره مع صحيفة "سبق" السعودية، عن أشهر سفن الغوص والسفن، موضحا أن هناك سفن غوص تسمى البقارة والسنبوك والشوعي وسفن نقل المياه مثل تيسير والناقة، والمزيدي، وسفن السفر مثل الناصري والفندي والهاشمي. يتمسك "حلواني" بهذه المهنة ويتعلق بها ويصبر عليها رغم أنها مهنة شاقة لأنه يرى أن العمل الشاق يولد الإنجاز، ولأن شغفه الحقيقي يكمن في هذه المهنة وهذا ما دفعه ليسافر إلى ألمانيا واليونان وقطر والإمارات والسودان، ليبنى سفنا شراعية كبيرة.