شهد عام 2024 جدلاً واسعاً في عالم السينما بسبب منع عدد من الأفلام من العرض لأسباب تراوحت بين الرقابة الأخلاقية والدينية والثقافية.

ورغم الإقبال المتزايد على التنوع الفني والتجريب الإبداعي، اصطدمت بعض الأعمال بجدران رقابية حالت دون وصولها إلى الجمهور.

في هذا التقرير، نسلط الضوء على أبرز الأفلام التي مُنعت خلال العام، مع استعراض الأسباب والخلفيات وراء قرارات الحظر.

أثار فيلم "آخر المعجزات" للمخرج عبد الوهاب شوقي جدلاً كبيراً بعد منعه من العرض في مهرجان الجونة السينمائي قبل انطلاقه بـ24 ساعة.

الفيلم، المقتبس عن القصة القصيرة "معجزة" من مجموعة نجيب محفوظ الشهيرة "خمارة القط الأسود"، يتناول العلاقة بين العالمين المادي والروحي.

يلعب دور البطولة خالد كمال، الذي يجسد شخصية صحفي يتلقى اتصالاً غريباً من شخص متوفى.

رغم التوقعات الكبيرة، رفضت الرقابة على المصنفات الفنية الفيلم بحجة تناوله مواضيع "حساسة"، مما أثار غضباً في الأوساط الفنية.

في مهرجان الغردقة لسينما الشباب، أثار فيلم "هاني" للمخرج محمد علام نقاشاً واسعاً بعد منعه من العرض بسبب مشاهد وصفت بأنها "مثلية جنسية".

الفيلم، الذي تدور أحداثه بين عامي 1997 و1998، يسرد قصة شاب يوثق حياته عبر كاميرا فيديو ويكشف عن مواقف شخصية وعلاقات معقدة.

رغم حذف المخرج للمشاهد المثيرة للجدل بناءً على طلب الرقابة، لم يُسمح للفيلم بالمشاركة، مما دفع نقاداً ومخرجين للتنديد بالطريقة التي أُدير بها الأمر.

لم يكن فيلم "Wicked" الموسيقي من ديزني استثناءً، حيث منعته الكويت من العرض بسبب وجود شخصية مثلية في أحداثه.

الفيلم، الذي بدأ عرضه في الولايات المتحدة وحقق إيرادات كبيرة بلغت 360 مليون دولار عالمياً، يعتبر إعادة سرد لمسرحية شهيرة مستوحاة من رواية "الساحر الرائع أوز".

شارك في بطولته أسماء لامعة مثل أريانا غراندي وسينثيا إيريفو، ورغم النجاح النقدي، كان حضوره في دور العرض العربية محل جدل بسبب حساسية الموضوعات التي يطرحها.

كان فيلم "الملحد" واحداً من أكثر الأفلام إثارة للجدل في مصر، حيث أصدرت محكمة القضاء الإداري حكماً بمنع عرضه بدعوى إساءته للدين الإسلامي.

الفيلم من تأليف إبراهيم عيسى وإنتاج أحمد السبكي، وواجه اعتراضات رقابية وشعبية واسعة منذ بدء الترويج له.

تسبب الإعلان الترويجي للفيلم في موجة غضب عارمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره البعض تجاوزاً للخطوط الحمراء في تناول القضايا الدينية.

واجه فيلم الأنيميشن "Lightyear" من إنتاج ديزني معارضة شديدة في الدول العربية، حيث مُنع عرضه في السعودية والإمارات و12 دولة أخرى بسبب مشهد يظهر قبلة بين شخصيتين مثليتين.

رغم المنع، حصل الفيلم على تقييمات إيجابية من النقاد وحقق نجاحاً ملحوظاً في الأسواق العالمية.

أعلنت ديزني تمسكها بعدم حذف المشهد، ما أثار نقاشاً حول حدود الرقابة وتأثيرها على حرية الإبداع.

في إسطنبول، قررت السلطات المحلية منع عرض فيلم "كوير" بطولة دانيال كريغ في افتتاح مهرجان سينمائي، بحجة احتوائه على "محتوى استفزازي"، لأن الفيلم يتناول علاقة رومانسية بين رجلين ويعرض مشاهد جنسية صريحة.

أثار المنع احتجاجات واسعة من قبل المنظمين والجمهور، حيث قررت منصة "موبي" إلغاء المهرجان بأكمله، معتبرةً القرار اعتداءً على حرية التعبير.

شهد فيلم "أوراق التاروت" أزمة كبيرة في مصر، حيث منعته الرقابة بسبب مشاهد وُصفت بأنها "غير لائقة"، كان أبرزها مشهد بين بطلة العمل رانيا يوسف وكلب.

كما واجه الفيلم عائقاً آخر بسبب مشاركة البلوغر علي غزلان، ما دفع نقيب المهن التمثيلية إلى منع إصدار التصاريح اللازمة.