العرفج : الشعراء إما مجانين أو هم في اتجاه الجنون
  • Posted on

العرفج : الشعراء إما مجانين أو هم في اتجاه الجنون

تحت عنوان "الشعر المفتون بعوالم الجنون" تحدث عامل المعرفة السعودي الدكتور أحمد العرفج، عن علاقة الشعر والشعراء بالجن والشياطين، مؤكدا أنَّ الشُّعرَاء إمَّا مَجَانين، أَو أَنصَاف مَجَانين، أَو هُم فِي اتِّجَاه الجنُون وأنه "كلما كلما ارتفعت مزايا شعره قيمته، ارتفع مقدار جنونه، وكلما قلّ جنونه قلّ إبداعه". ويشير الدكتور العرفج في زاويته بصحيفة المدينة إلى أن هذه العلاقة - أي عَلَاقة الجنّ بالشِّعر والشَّيَاطين - انتَبَه لَهَا أَهل الجَاهليَّة، قَبل أَهل الإسلَام، حَتَّى هَجَا أَحدُهم الشُّعرَاء مُفتَخِرا بأنَّ شَيطانه ذَكَر، وشَيطَان غَيره أُنثَى، حَيثُ قَال: إنِّي، وكلّ شَاعرٍ مِن البشرْ .. شَيْطانهُ أُنثَى وشَيطَاني ذَكَرْ. وأورد الكاتب اعتراف أحد أساطين الشعر العربي وهو الشاعر نزار قباني بعلاقة الشعر بالعفاريت والجن، والتي بررها في كتابه "من أوراقي المجهولة"، (إنَّ رَبْط الإبدَاع بالجِنِّ والعَفَاريت، والأروَاح الشِّريرة، تَكتيكٌ عُدوَاني مَقصود، غَايته التَّرهيب والتَّخويف؛ فالمُتضرِّرون مِن الشِّعر كَثيرون، والمُتربِّصون بِهِ كَثيرون، والخَائِفون مِنه كَثيرون؛ لأنَّه يَدعو إَلى تَغيير الإنسَان، وتَغيير العَالَم؛ فرِجَال الدِّين كَانوا ضِدّه، والعَلْمَانيون كَانوا ضِدّه، والمَاركسيون كَانوا ضِدّه، والرَّأسمَاليون كَانوا ضِدّه، والمُحَافظون كَانوا ضِدّه، والتَّقدميون كَانوا ضِدّه، والفَلاسفيون كَانوا ضِدّه، والعُلمَاء كَانوا ضِدّه، وَحدهم الأطفَال والنِّسَاء والمَجَانين؛ كَانوا مَع الشِّعر)..! وأيد الأديب محمد نجم ما ذهب إليه العرفج، مشيرا إلى أن الشاعر جرير اعترف بهذه العلاقة في البيت الذي ألقاه أمام الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز "وجدت رقى الشيطان لاتستفزه....وقد كان شيطاني من الجن راقيا". https://twitter.com/najem1230/status/925252953660903424 ويرى عامل المعرفة السعودي أن "المُجتَمع الآن لَيسَ بحَاجةٍ إلَى شِعرٍ وقَصَائد، بقَدر مَا هو بحَاجةٍ إلَى فِكرٍ وإنتَاج وعَمَل، ومِن المَعروف عِند النُّقَّاد، أَنَّ الأُمَّة إذَا سَقطَت فِي سَاحَات التَّخلُّف، ارتَفعت قِيمة الشِّعر، وإذَا صَعدت إلَى مَدارج الحَضَارة وسَاحَات الوَعي، ارتَفَعَت قِيمة النَّثر، ومَنتوجات الفِكر..!". وتساءل العرفج "هَل أَنتُم أُمّة شِعر، تَرتَبط بالجِنّ والعَفَاريت والشَّيَاطِين؟ أَمْ أَنتُم أُمَّة نَثر، تَرتَبط بالإنتَاج والعَمَل والفِكر، وجَودة المَضَامِين؟!".