يظل حلم الإنجاب يراود أي زوجين، فيظلان يحلمان باليوم الذي يحملان فيه قطعة منهما بين أيديهم، ولكن من سوء الحظ أنه في الوقت الذي نرى فيه الكثير من الأزواج يتمنون لو رزقهن الله بطفل نجد تلك الأم تعرض أطفالها للبيع. وضعت السيدة سميرة البالغة من العمر 26 عامًا، توأمها في أحد المستشفيات الخاصة في جبل لبنان، لتتفق مع وسيط عقب ساعات محدودة من إنجابها، على بيع طفلتيها لسيدة عاقر. وضعت الطفلتين في الحضّانة داخل المستشفى الذي وضعتهم به والدتهما، إلا أن إصابتها بالتهاب في الرئة تسبب في نقلها إلى مستشفى رفيق الحريري الحكومي، والذي زارها الوسيط عبدالكريم به وبرفقته سيدة تدعى سمر، وأخبرها أنه يعلم أنها هربت من المستشفى الآخر حتى لا تدفع تكاليفها، قبل أن يغادر غرفتها ويرحل. وبحسب المعلومات التي توصلت إليها الشرطة اللبنانية، فإن عبدالكريم عاد لزيارة السيدة في المستشفى مرة أخرى، ولكن هذه المرة كان برفقته رجل كبير، أخبرها أن ابنته لا تنجب، وأنه يريد شراء الطفلتين منها بسعر 14 ألف دولار، لتوافق السيدة  الإثيوبية على الأمر،  بشرط أن تظل تقيم معهما بالمنزل، الأمر الذي قبل به. ألقت السلطات الأمنية القبض على سميرة بعدما علمت بالأمر، فاعترفت أنها كانت بصدد بيع طفلتيها، وأخبرت الشرطة بتفاصيل ما حدث معها، فقامت الشرطة بالتحقيق مع عبدالكريم وسمر، والتي اعترفت بزيارتها لسميرة بالمستشفى وأنه اثناء تواجدها هناك أخبرها عبدالكريم أنه والرجل الذي معه سيساعدان سميرة ويأخذانها مع الطفلتين للإقامة عنده، بينما أنكر عبدالكريم توسطه لبيع الطفلتين. ورغم اعتراف سميرة خلال التحقيقات الأولية بإقبالها على بيع طفلتيها،  لكنها أنكرت اعترافاتها أمام قاضي التحقيق في جبل لبنان، وأكدت أن عبدالكريم كان يساعدها في تأمين عمل لها في منزل أناس يعرفهم. أصدر القاضي حكمه بالأشغال الشاقة المؤقتة على سميرة وعبدالكريم، وتمت إحالتهما إلى محكمة الجنايات في جبل لبنان، بينما لم تتعرض سمر للمحاكمة لعدم كفاية الدليل ضدها.