4 مشاهد خارج الكادر لسعيد صالح: "سلطان الإنسان"
  • Posted on

4 مشاهد خارج الكادر لسعيد صالح: "سلطان الإنسان"

لم يكن فقط نجماً للكوميديا على خشبة المسرح، وشاشات السينما، وإنما كان هذا "الدور" ملازماً له حتى في منزله، فكان الراحل سعيد صالح "أباً عظيماً"، و"أخف دم في الدنيا" كما وصفته ابنته. وتُحل اليوم الذكرى الثانية لرحيل فنان الكوميديا سعيد صالح، الذي نجح في حفر اسماً من "ألماس" في ذاكرة المشاهد العربي، بأدائه وشخصيته العفوية، وموهبته الفذة، وجرأته التي طالما أوقعته في مشكلات، ونستعرض في هذا التقرير جانب آخر من شخصية "فتى المسرح"، ونستعيد له أبرز مواقفه الإنسانية والكوميدية. الأب الحكيم سردت هند صالح ابنة الفنان الراحل موقفاً جمعها بوالدها، في إحدى المقابلات الصحفية، يثبت إنسانية وحكمة سعيد صالح، حيث أرادت شراء سيارة خاصة لها، عند بلوغها الثامنة عشر، إلا أنه فاجأها بسيارة فيات 127، لتتعلم عليها أولاً، وبالفعل استمرت بها لمدة عامين، إلى أن أحضر لها سيارة أخرى جديدة، تعرضت لحادثة تسببت في وقوع أضرار بالسيارة، قائلة: "أول مرة أخيّب ظنه، ومش عارفة أعمل إيه!". وأشارت إلى أنها لجأت إلى والدتها كي تأخذ منها المشورة، حيث أنها لا تريد أن تزعج والدها، قائلة: "سيغضب ويقول أن الناس سينظرون ويقولون إن إبنة سعيد صالح تمشي يميناً ويساراً بسيارتها وتفعل بها ما تشاء بعدما اشتراها لها"، فذهبت هي له وقالت إنها كانت متعجلة، فأخذت السيارة وتعرضت لحادث ولا تريد أن تحزن ابنتها وسط فرحتها بالسيارة، فما كان منه إلا أن دخل عليها غرفتها ليقول إنه هو من تعرض لحادث بالسيارة لأنه كان مرتبطاً بموعد هام ولا يريد أن يتأخر كما أنه معتاد على السيارات الكبيرة، متعهداً بإصلاحها في اليوم التالي. الأهلاوي المتعصب تقول "هند" إن والدها لم يعنفها إطلاقاً، ولم يغضب منها، فقررت استفزازه، وأخبرته بأنها قررت أن تكون "زملكاوية"، وحينها تعصب الفنان الراحل بشدة، قائلاً: "بنتي أنا تبقی زملكاوية؟ طب أوري وشي للناس إزاي؟ وأقول إيه لصحابي؟ صالح سليم والخطيب وعدلي القيعي؟ بنت أكبر أهلاوي متعصب تبقى زملكاوية؟". ولم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ فوجئت "هند" بالفنان الراحل مصطفى متولي يهاتفها قائلاً: "يا بنتي استهدي بالله، وراجعي نفسك.. أبوكي مصدوم فيكي، وهو ماعندوش غيرك"، بل أن سعيد صالح وسّط "متولي" لعمل عضوية لها في النادي الأهلي بسبب "كبريائه الذي منعه". قال عن كاظم الساهر: "ماتكلمونا بالهجايص" ذكرت "هند" أنها في أوائل التسعينيات، فوجئت بوالدها يقتحم غرفتها في الساعة الخامسة فجراً، لدرجة أنه أفزعها ولكنه طمأنها بأنهم جميعاً بخير، وأنه فقط أحضر لها شريطاً لأول ألبومات كاظم الساهر، واصفاً إياه بأنه "مطرب عراقي جديد لسه بيجرب حظه في مصر"، موضحاً لها أنه قابله وسهر معه فأهداه الشريط، وقرر "صالح" أن تكون ابنته أول من تعرفه وتسمعه، معبرة أنه "كان فرحان فرحة العيل الصغير". وردت عليه الفتاة التي لم تكمل عامها الـ15 بعد، أنها لا تفهم العراقي، فبادرها "صالح" قائلاً: "يعني هو أنا اللي بافهم عراقي، أدينا هنسمعه مع بعض وربك يكرم"، وفوجئت بوالدها في منتصف أول أغنية يتحول لـ"سلطان السكري" وهو يستمع لشقيقه "كمال" في مسرحية "العيال كبرت"، قائلاً: "ما تكلمونا بالهجايص". الأب الحنون وتسرد "هند" أنها حينما رسبت في السنة الثالثة أثناء دراستها بمعهد السينما، كانت خائفة ولم تتوقع رد فعله لأنها المرة الأولى لرسوبها، فما كان منه إلا أن تركها ثلاثة أيام وجلس بمفرده، وبعد أن أنهى انفعاله مع نفسه تحدث معها قائلاً: "أنا قصرت معاكي في إيه".