4 خلافات غريبة بين حليم والموجي.. "الشعوذة" أحدهم
  • Posted on

4 خلافات غريبة بين حليم والموجي.. "الشعوذة" أحدهم

لم يكن مجرد ملحن موهوب، ولا رمز مرموق في عصره، وإنما صنع مع عمالقة الغناء في القرن الماضي ثورة غيرت شكل الغناء، وكان له الفضل في تقديم واكتشاف مجموعة من نجوم الغناء قديما وحديثا منهم ماهر العطار وهاني شاكر، إنه محمد الموجي الذي ظل يتعامل مع الفن بقدسية. واقترن اسم محمد الموجي بنجوم العصر الذهبي للأغنية العربية، ومنهم أم كلثوم ووردة ونجاة وفايزة وصباح وشادية، لكنه شكل ثنائيا متفردا مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وقدم معه أكثر من 50 أغنية، وبدأ حليم شهرته بلحن للموجي وهو "صافيني مرة"، ثم نهى العندليب مشواره محلقا في السماء أيضا مع لحن الموجي "قارئة الفنجان". [vod_video id="Mr6qVWSvF2Z7joPfom4jQ" autoplay="1"] اقرأ: عبد الحليم حافظ.. سواح يبيع الغرام لــ10 فاتنات ورغم الصداقة القوية التي جمعت العندليب والموجي، لكن لم يخلُ مشوارهما من الخلافات، والتي كانت أحيانا قوية وأدت لقطيعة امتدت سنة أو أكثر، وفي كل مرة كانت الأسباب مختلفة، ولكن أقوى هذه الخلافات كانت بسبب "أم أمين" زوجة محمد الموجي. تعود القصة إلى الكاتب أنيس منصور الذي ذهب لزيارة حليم في المستشفى بالعاصمة الفرنسية، فقابل العندليب وبليغ حمدي وسمع منهما قصة زيارتهما إلى أحد السحرة، والذي أبلغ حليم أن" أم أمين استعانت بأحدهم لعمل "حجاب" من أجل عبد الحليم، مما دفع حليم للاتصال بمنزله بالقاهرة لتغيير أغطية الأسرة وتنظيف المكان جيدا ليتخلص من السحر، وعندما عاد أنيس منصور من السفر نشر القصة كاملة كما سمعها من عبد الحليم وبليغ في مجلة "أخر ساعة" على سبيل الطرفة أو في رواية خفيفة، لكن أنيس لم يكن يعلم هذا الوقت أن أم أمين هي شخصية واقعية وموجودة في حياة عبد الحليم وهي زوجة محمد الموجي وأم أولاده. أدى نشر القصة عبر صفحات المجلة إلى خلافات ومشاكل كبيرة جدا بين الموجي وحليم، ووصل الأمر إلى قطيعة بينهما لمدة عام، وهو ما أكده محمد الموجي في أحد لقاءاته التلفزيونية مع الإعلامي طارق حبيب، وأضاف أن ما ساعد في زيادة المشاكل هو أن هناك أطراف كانت تسعى لتأجيج الخلاف، وكان ذلك الحوار في حضور الكاتب الكبير أنيس منصور والذي روى القصة وأكد أنه لم يكن يعلم هوية "أم أمين" في ذلك الوقت. لم تقف المشاكل بين حليم والموجي على الحياة الخاصة فقط، بل امتد الأمر أيضا إلى العمل واختلاف وجهات النظر وهو ما دفع الموجي ليصرح في أحد الصحف أنه لن يتعاون مع عبد الحليم مرة أخرى، وآخر عمل سوف يقدمه لحليم هو "مغرور حبيبي كتير هسيبه للأيام وهي تعلمه" حيث اختلف الصديقان حول توزيع أغنية مغرور، فكان حليم يصر على توزيع الأغنية بالشكل الذي ظهرت به في فيلم "الخطايا" بينما كان يرى الموجي أن التوزيع أفقد اللحن عمقه. [vod_video id="bgw4i6ulfYMMFGTexbjA" autoplay="0"] اقرأ أيضا: 7 أغنيات خرجت من شرفة الجيران.. الرومانسية والفكاهة وهناك خلاف آخر حدث بين حليم والموجي بسبب الأجر والمقابل المادي عن الألحان، وصرح الموجي في إحدى المرات أنه إذا كان أجر عبد الحليم عن الفيلم عدة الألف من الجنيهات من المفترض أن يكون أجر الموجي كملحن ألف جنيه عن كل أغنية . لم ينفي الموجي تصريحه السابق بل شرح في لقائه التلفزيوني وجهة نظره، وأنه بدأ مع حليم عندما كان أجر الأخير لا يتعدى 500 جنيه عن الفيلم بينما كان نظير اللحن حوالي 50 جنيه، ومع مرور الوقت تزايد أجر حليم، ووصل إلى 14 ألف جنيها بينما وقف أجر الموجي عند مائتي جنيها، فطلب زيادته إلى ثلاثمائة، فاحتد عليه حليم وكاد الأمر يصل للاشتباك بالأيدي حيث كان يخشى العندليب أن يظن المنتج أن طلب الموجي استغلالا للموقف، بينما كان الموجي يرى أن صديقه حليم يجب أن يقف بجانبه. أما رد العندليب فجاء عبر أثير الإذاعة ووجه العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ رسالة صوتية لصديقه ورفيق عمره محمد الموجي، وتحدث حليم عن إخلاص الموجي لفنه وأصدقائه، ووجه حليم سؤالا للموجي حول انشغاله بالخلافات على حساب فنه، وأضاف حليم أن داخل الموجي فنا حقيقيا، ويتمنى كل فنان أن يتعاون معه، موجها رسالة إلى الموجي قائلا: "أرجوك يا محمد خلي أم أمين متزعلش مما قيل عنها فهي أختي وأمي، فهل معقول أن الأخت أو الأم تقدر تأذي أخوها أو ابنها.. معتقدش ". [vod_video id="9mRbbHh5LgWRXh1www5tw" autoplay="0"] وكما كانت هناك وقائع حقيقية كانت الصحافة أحيانا تتحدث عن المطربين الذين قدمهم الموجي باعتبار أنه يصنع منافسين لعبد الحليم حافظ، وخاصة في فترات الخلاف بين العندليب والموجي والتي استغلتها الصحافة في بعض الأحيان ومن هؤلاء المطربين محرم فؤاد وماهر العطار وكمال حسني الذي قدم فيلما واحدا مع شادية "ربيع الحب"، ولحن له الموجي في الفيلم أغنية "غالي عليا" واعتبرت الصحافة كمال حسني في تلك الفترة منافسا قويا لعبد الحليم حافظ. اقرأ أيضا: هذه الخلافات ساهمت في ظهور 4 أغنيات خالدة.. الكبرياء والغيرة أبطالها رغم كل الخلافات أكمل الصديقان رحلتهما ومشوارهما الفني حتى آخر قصيدة قدمها العندليب وهي "قارئة الفنجان"، والتي تعتبر من أجمل ما غنى حليم بينما قال الموجي في حواره مع الإعلامي مفيد فوزي إنه لم يلحن بعد "قارئة الفنجان" أغنية في نفس مستواها، واستمر الموجي سنتين في تلحين قصيدة قارئة الفنجان، وبعدها أصيب الموجي باحتباس في صوته، فكان من الصعب نقل اللحن إلى نوتات موسيقية حتى تعزفها الفرقة، وبعد أن تعافى الموجي وتحول اللحن إلى نوتة، كان يبقى على حفل حليم حوالي 12 يوما فقط. قرر العندليب إلغاء الحفل لأنه يلزمه في الغالب 45 يوما للبروفات، ولكن أمام إصرار أعضاء الفرقة الماسية على إجراء البروفات وإقامة الحفل في موعده، تراجع حليم عن قراره، لتخرج قصيدة قارئة الفنجان إلى النور وتضحى أيقونة حليم والموجي ونزار قباني التي تطرب الجمهور العربي منذ 1976. أكمل الموجي حياته بعد وفاة رفيقه عبد الحليم حافظ، ومن أشهر ألحانه في تلك الفترة "عيون القلب" مع نجاة الصغيرة، كما أنه ساهم في تقديم بعض نجوم الغناء منهم هاني شاكر، كما تعاونت معه الديفا سميرة سعيد بجانب الفنان علي الحجار، وبعد رحلة عطاء طويلة رحل محمد الموجي في 1 يوليو 1995. المصدر:- مروة بدوي - روتانا