4 أُسس تجعل حوارك مع الآخرين فعّالاً وناجحاً
  • Posted on

4 أُسس تجعل حوارك مع الآخرين فعّالاً وناجحاً

نفتقر في مجتمعنا هذه الأيام إلى الرُقي في الحوار مع الآخر، والذي يكون في الغالب فعالاً وناجحاً في وصول الفرد إلى ما يريد ، سواء كان ذلك في العمل أو العلاقات الأسرية أو الاجتماعية، وهنا يبقى السؤال : ما هي الطرق المُثلى لفتح باب الحوار بحيث يكون مجتمعياً ومقبولاً؟وفي هذا السياق يقول الدكتور أحمد مسعد – خبير التنمية البشرية-:يتطلّب الرقي في الحوار أن نفهم الآخر أولاً، ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا من خلال الاستماع والإنصات الجيد له، وأهم معوقات الاستماع الجيد أن لا يسمع الفرد الشخص الآخر وينشغل بتجهيز الرد في ذهنه دون فهم ما يقوله الآخر.ويضيف" : من معوقات الاستماع أيضاً تصنيف الشخص المتحدث أثناء الحوار وتأويل الكلام في إطار التصنيف الذي رسمه ووضعه المستمع"، لافتاً أن كل فرد يستمع إلى الآخر من خلال سيرته الذاتية وتجاربه التي مرّ بها.ويتابع مسعد قائلا" : من مخاطر الاستماع أن يستمع الفرد لكي يقدم النصيحة للمتحدث ، ولا يدرك أنه في بعض الأحيان يتحدث الشخص لأنه في حاجة لمن يسمعه وليس لمن ينصحه ، ذاكراً أننا نعيش في ظلال كلماتنا .ويوضّح أنه إذا ما أراد الفرد أن توصيل رسالة للشخص الذي أمامه عليه أن يتضمن في كلامه ثلاثةَ أشياء هامة قالها أرسطو أولها ethos أي الأخلاقيات، ثانياً Logos يمعنى المنطقية، ثالثاً Pathos وهي تعني العاطفة.ويبين خبير التنمية البشرية أن من أساسيات الحوار الجيد قيام الفرد بعمل تلخيص لما فهمه من الآخر ومحاولة نقل مشاعره، إلى جانب ذكر تصوره للموضوع الذى كان يدور حوله الحوار.وحتى يرتقي الحوار بين الموظف ومديره في العمل يقول: "على الموظف أن يبدي موافقته على رأي المدير في البداية ثم يفهم وجهة نظره، وبعدها يمكن أن يستأذنه في عرض وجهة نظره مع ترك حرية الاختيار له"، مؤكداً أن خلافات العمل تأتي نتيجة عدم اتباع ذلك الأسلوب.وينصح "مسعد" المدير في العمل أن يحاول إقناع موظفيه بالفكرة التي يتبناها أولاً حتى لا يتناقشوا فيها، فهناك أشخاص لا يقبلون مناقشة الأفكار النابعة منهم.ويشير إلى أن نظرية "الساندوتش" هي الأمثل للانتقاد والتعليق على الخطأ ، بمعنى ألا ينتقد الشخص مباشرة بل يوجّه له الشكر على ما قام به أو يفتح حواراً معه في موضوعات تخصه، ثم يسأله عن الموضوع ويوجّه له انتقاد العمل الذى قام به ثم يغيّر الحوار لشيء جيد عمله، مع الحرص على إيصال رسالة له بمدى تقديره له وأنه على اتصال جيد به.الاستماع الجيدونستعرض نموذجاً إيجابياً لأخصائية اجتماعية بإحدى مدارس المنيل بالقاهرة و تدعى (ن.ف) والتي تتبع أسلوبها الخاص والناجح فى عملها، وتقول : كثيراً ما يأتي إليّ أولياء الأمور غاضبين لمشكلة ما حدثت مع أبنائهم في المدرسة، فأترك ولي الأمر يخرج طاقته وينفث عن غضبه وبعدها أتحاور معه ونتناقش بهدوء حتى نصل إلى حلّ للمشكلة.