ما هو موعد ليلة القدر؟
  • Posted on

ما هو موعد ليلة القدر؟

يتحرى المسلمون ليلة القدر بفارغ الصبر، فهي الليلة التي أنزل فيها الله جلَّ جلاله كتابه الكريم، وقال عز وجل في سورة القدر: "إنا أنزلناهُ في ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر *سلامٌ هي حتى مطلع الفجر". واختلفت الروايات بشأن موعد هذه الليلة المباركة، فمن العلماء من قال إنها في الـ27 من شهر رمضان، ومنهم من قال إنها في أحد الأيام الفردية للعشر الأواخر، بينما آخرون قالوا إنها في الـ29 من رمضان، حيث استندوا إلى أدلة من الحديث وأدلة علمية. ليلة القدر في الـ27 من رمضان: استند أستاذ الحديث الدكتور أحمد العمودي، إلى مجموعة من الأحاديث وكلام السلف الصالح ليؤكد أن ليلة القدر هي ليلة 27 من رمضان، إذ أنها لا تتبدل ولا تتغير ولا تخرج عن هذه الليلة، واستدل في رأيه إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معاوية رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : التمسوا ليلة القدر ليلة سبع وعشرين". بالإضافة إلى ذلك، أشار العمودي إلى أن عمر بن الخطاب وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما، كانا يريان أن ليلة القدر هي 27 رمضان. واستند أيضا في تأكيده إلى أبواب في كتب الحديث؛ منها ما بوّبه ووثّقه كل من المنذري والإمام أحمد والألباني والقرطبي، الذين رجحوا أن موعد ليلة القدر هو ليلة 27 رمضان. ليلة القدر في الـ29 من رمضان: أكد العالم محمد سمير عطا، الباحث في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، أن ليلة القدر هي في الـ29 من رمضان، إذ لاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم تدرج في مسألة حصر ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، حيث قال صلى الله عليه وسلم:  "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان"، وهنالك حديث آخر جاء فيه: " التمسوها في العشر الأواخر - يعني ليلة القدر - فإن ضَعُف أحدكم أو عَجِز فلا يُغْلَبَنّ على السبع البواقي". ثم أنقصهم رضي الله عنه إلى خمسة أيام فقط، فعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر"؛ وأيام الوتر هي "21 ــ 23 ــ 25 ــ 27 ــ 29". من بعدها أنقصهم الرسول إلى ثلاثة ليالي هما (29،27،25) من رمضان، فعن الرسول صلى الله عليه وسلم: "تحروا ليلة القدر في النصف الأخير من الوتر من العشر الأواخر، التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة" صحيح البخاري. وفي رواية معاوية ابن أبى سفيان فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال  "التمسوها في الليلة الأخيرة من رمضان" أي أنها في ليلة 29 من رمضان. أما بالنسبة للتجربة العلمية التي قام بها الباحث محمد سمير عطا، فقد تولدت فكرته لتحري ليلة القدر عام 1994، وكما هو معروف فإن في هذه الليلة المباركة تشرق فيها الشمس بلا شعاع يضر الناظرين والعديد من العلامات، ومن هذا المنطلق قرر الباحث تصوير أشعة الشمس في ليالي العشر الأواخر لرصد الشمس بلا أشعة، غير أن تجربته باءت بالفشل كون الغيوم في بعض الأحيان تحجب أشعة الشمس. لكن في عام 2004، تمكن الباحث من تشكيل بعثة والتزود بأجهزة خاصة بما في ذلك كاميرا فيديو نظهر أشعة الشمس خلف الغيوم، وكاميرا ديجيتال تحلل الأطياف، وتستكشف الشمس ومدى أشعتها من خلف الغيوم، وعداد حرارة، وعداد رطوبة. بعدها قاموا بتصوير الشمس من خلف بحر العرب مباشرة، إذ لا وجود لأي عوائق مثل الأشجار أو المباني، وذلك في الأيام الـ12 في أواخر شهر رمضان بحيث يوم مقدم ويوم مؤخر بحسب اختلاف تقاويم الدولة الإسلامية. ولاحظ الباحث أن الشمس شرقت بلا أشعة سواء بأعينهم المجردة أو عن طريق الأجهزة التصويرية الحديثة، بالإضافة إلى ذلك لوحظ انخفاض درجات الحرارة ودرجات الرطوبة، وتبين أن هذا اليوم هو اليوم الـ29 من شهر رمضان. واستمرت تجربته من عام 2004 إلى عام 2012، ولاحظ ذات الشيء في كل مرة. في أحد أيام العشر الأواخر من رمضان سئل فضيلة الشيخ  محمد بن صالح العثيمين- رحمه الله تعالى السؤال التالي: "هل ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان؟ وهل تتنقل؟"، فأجاب رحمه الله أن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان وأنها تتنقل ولا تحدد بيوم بعينه. وأضاف أن ليلة القدر يمكن أن تكون في الواحد والعشرين، وفي الثالث والعشرين، وفي السابع والعشرين، وفي الخامس والعشرين، وفي التاسع والعشرين، وفي الثامن والعشرين، وفي السادس والعشرين، وفي الرابع والعشرين، وفي الثاني والعشرين كل هذا ممكن أن تكون فيه ليلة القدر، مستندًا إلى ابن حجر رحمه الله في فتح الباري، وما دلت عليه السنة النبوية أيضاً.