صحراء إثيوبيا .. رحلة سياحية خيالية إلى كوكب آخر
  • Posted on

صحراء إثيوبيا .. رحلة سياحية خيالية إلى كوكب آخر

تزخر صحراء الدناكل الإثيوبية "صحراء إثيوبيا" بمناظر طبيعية نادرة يرسم ملامحها بركان نشط وبحيرة ملح، مما يجعل السياح يشعرون ، كأنهم في رحلة إلى كوكب آخر. تمتاز صحراء إثيوبيا ، التي تقع في شمال شرق إثيوبيا، بانخفاضها الشديد، الذي يصل في بعض المناطق إلى 160 مترا تحت سطح البحر، ومع حلول الظلام تنخفض درجة الحرارة لتصل إلى 35 مئوية عند بداية رحلة المغامرة لتسلق بركان "إرتا إليه" النشط بشكل مستمر في منطقة عفار. وعلى ضوء المشاعل يقود المرشد من قبيلة عفار البدوية السياح عبر الحمم البركانية، وبعد جولة التسلق، التي تمتد إلى أربع ساعات، يتم الوصول إلى فوهة البركان، وينعم السياح بإطلالة رائعة على الحمم البركانية، التي تغلي باستمرار. ومن الرائع حقا مشاهدة البركان النشط؛ حيث يعتبر بركان "إرتا إليه" واحدا من البراكين القليلة النشطة في العالم، والتي تلقي بحممها باستمرار، وينسى السياح متاعب الصعود والتسلق بمجرد الوصول إلى القمة، التي يبلغ ارتفاعها 600 متر، وفي ظلام الليل تبدو الحمم في المخاريط البركانية بشكل رائع، ومع ثورات البركان يرتفع الشرر المتوهج لعدة أمتار. ولا يشجع الكثيرون على القيام بجولة سياحية في صحراء الدناكل؛ نظرا لأنها من أكثر الأماكن سخونة في العالم، وتشتمل على تجهيزات إقامة بدائية للغاية، ولا يوجد بها مرافق صحية، كما تننشر بنادق الكلاشينكوف في كل مكان تقريبا. [foogallery id="258082"] مناظر طبيعية نادرة وعلى الرغم من كل هذه المعوقات ينعم السياح في هذه المنطقة بمشاهدة مناظر طبيعية، يندر وجودها في أي بقعة أخرى من العالم، مثل البركان النشط وبحيرة الملح التي تمتد إلى الأفق، وثقوب الكبريت وقوافل الجمال، التي لا نهاية لها. وانطلاقا من مخيم بسيط على حافة فوهة بركان "إرتا إليه" يسير السياح على مسار حاد إلى داخل الصحراء المكونة من الحمم البركانية. ويتعين على السياح توخي أقصى درجات الحيطة والحذر عند السير حول الحمم البركانية النشطة؛ نظرا لافتقار هذه المنطقة إلى مسار واضح، بالإضافة إلى عدم وجود أية تجهيزات أو احتياطات للسلامة والأمان. ويعتمد المرشد المحلي على خبرته ونظرته في عدم الخوض في الحمم البركانية. وفي الكثير من المواقع يشاهد السياح الحمم البركانية ذات اللون الرمادي والأسود، والتي تتشكل على هيئة تجاعيد وطيّات، ومن خلال الفتحات والثقوب الصغيرة يلاحظ السياح أن هذه الحمم البركانية لا تزال متوهجة، في حين أن الطبقة العليا تكون هشة في أغلب الأحيان. ومع حلول منتصف الليل يكون السياح قد شاهدوا ما يكفي من الحمم البركانية النشطة، ويتم تجهيز بعض المراتب البسيطة للنوم، وهنا يظهر أمام السياح مشهد بديع للسماء الصافية المرصعة بالنجوم، وتبدأ رحلة العودة قبل شروق الشمس حتى يتجنب السياح التعرض للحرارة الشديدة خلال النهار. وتجدر الإشارة إلى أن صحراء الدناكل توجد على تقاطع الصفائح التكتونية للقشرة الأرضية، وهذا ما يفسر النشاط الدائم للبركان، ويهيمن على هذه المنطقة الجرداء قبائل عفار البدوية، التي تدين بالإسلام، وتعتمد هذه القبائل في معيشتها منذ قرون على تعدين الملح وتربية الإبل والحمير والماعز. مشهد من ألعاب الكمبيوتر وتمتد الرحلة من بركان "إرتا إليه" إلى وادي دالول، الذي ينخفض 100 متر أسفل مستوى سطح البحر، لمسافة 80 كيلومترا وتستغرق يوما كاملا، وتسير الرحلة عبر الأراضي القاحلة، التي تسود فيها درجات حرارة مرتفعة، حتى تنتهي الرحلة عند بحيرة الملح "آسال"، والتي تمتد على مساحة شاسعة إلى الأفق. ويصل عمق مياه البحيرة إلى الكاحل ويظهر من أسفلها ألواح الملح الأبيض كالثلج. وتعمل الينابيع الجوفية على إمداد البحيرة بالمياه، التي تبدو كمرآة. ونظراً للألوان الشديدة المكثفة والمناخ القاري يشعر السياح كأنهم في مشهد من ألعاب الكمبيوتر الشهيرة. وتعتبر بحيرة الملح من أهم مصادر الدخل لقبائل عفار في صحراء إثيوبيا ؛ حيث يقوم السكان منذ قرون طويلة بتعدين الملح. ويعتبر الاستمرار في عمليات نقل الملح على ظهور الجمال خلال القرن الواحد والعشرين من الأمور المملة والبطيئة، إلا أن قبائل عفار تفتخر بذلك وبحفاظها على تقاليدها الأصيلة. وتنطلق سيارات الجيب، التي تقل المجموعات السياحية من بحيرة الملح باتجاه الشرق، حتى تصل إلى حقول الكبريت في وادي دلول، وتقع هذه المنطقة على مسافة بضعة كيلومترات من الحدود الإريترية، ولذلك تظهر نقاط حراسة إلزامية تضم ثلاثة جنود في كل نقطة مسلحين ببنادق الكلاشينكوف. ويعمل النشاط البركاني الجوفي على إخراج المعادن إلى سطح الأرض؛ حيث يظهر الكبريت هنا بكل درجات اللون الأصفر، كما تبدو ترسيبات الحديد باللون الأحمر والبني الداكن، ولا توجد أية عوائق أمام السياح للاستمتاع بهذه المناظر الطبيعية الخلابة. وتنتشر التجمعات المائية الصغيرة في العديد من الأماكن في صحراء إثيوبيا ، وتظهر بألوان وأشكال بديعة ويشعر السياح مع هذه المناظر الطبيعية وكأنهم على كوكب آخر.