‏2016 عام الدراما الأدبية .. فهل أحببتها؟ ‏
  • Posted on

‏2016 عام الدراما الأدبية .. فهل أحببتها؟ ‏

تبقى الدراما التلفزيونية شغوفة دائما بالرواية فهي المصدر الأكثر جذبا لصناع الشاشة الصغيرة، لكن في نفس الوقت تحويل الرواية إلى عمل مرئي تلفزيوني يتطلب مجهود وطريقة خاصة، لذلك تقل هذه التجارب التلفزيونية، لكننا نستطيع أن نطلق على 2016  "عام الدراما الأدبية". شهدت الشاشة الصغيرة في 2016، تحويل عدة روايات ناجحة إلى مسلسلات جذبت الجمهور العربي على اختلاف شرائحه وتوجهاته، وهذه أبرز الأعمال المأخوذة عن الأدب العربي في عام 2016". "ساق البامبو" أول هذه الأعمال وربما أهمها هو المسلسل الكويتي "ساق البامبو"، الذي لا يتوقف عند كونه مسلسل ناجح وجماهيري لكن هذا المسلسل يمثل محطة تطور في تاريخ  الدراما الخليجية من حيث المضمون والأداء الفني. العمل يناقش قضية الهوية ومعاملة العمالة الأجنبية كما قدمتها رواية ساق البامبو من تأليف الكويتي سعود السنعوسي، والذي فاز عنها بالجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2013. تستمد الرواية  قصتها من عنوانها, شجرة البامبو أو الخيزران، فعندما تغرس جزءً من ساق هذه الشجرة في أي أرض تنمو من جديد بلا جذور، فهي بلا ماض ولا جذور كما أنها تحب النمو في الظل. تماما مثل قصة "بطل العمل" شاب ولد من خادمة فليبينية وأب كويتي ينتمي لعائلة كبيرة وعندما علم  الأهل بزواج ابنهم من الخادمة وأنه صار أبا، أصرّوا أن يتخلى عن زوجته حفاظا على تقاليد المجتمع التي ترى هذه الزيجة عارا للطبقة الغنية المعروفة. ينشأ الشاب  في الفلبين مشتت بين هويتين وثقافتين ودينين مختلفين، وعندما يبحث عن أهلة يصطدم بالمجتمع الذي لا يرى فيه غير ملامحه الأسيوية. [vod_video id="y3dKpA4CGLiMO5j0HKjnww" autoplay="0"]  رغم أن البطل الأساسي هو الشاب الكويتي الفلبيني "عيسى الطاروف" الذي قدمه الممثل كوري الأصل "وون هو تشون" لكن  العمل التلفزيوني يضع المجتمع كبطل أخر للقصة, وربما هذا هو سبب نجاح المسلسل، بالإضافة إلى الخلطة التي صنعها المسلسل، بتعاون مخرج بحريني هو محمد القفاص مع سيناريست مصري رامي عبد الرزاق، في عمل من بطولة نجوم الدراما الكويتية. [vod_video id="PlvKXKHqDsnCggCrdzGcg" autoplay="0"] ومن المؤكد أن سبب نجاح العمل هو الأبطال ولكن الممثلة الكبيرة سعاد العبد الله حولت غنيمة الطاروف الجدة الكويتية للبطل "عيسى"، من شخصية أدبية إلى حقيقة مرئية تنبض بالحياة وتؤكد من جديد تفردها وتمكنها من أداء أي شخصية. [vod_video id="zG0BMtCkse9VyHJI8OxhBg" autoplay="0"] خيانة وطن المسلسل الذي يعتبر أول عمل في الإمارات يقترب من السياسة وعوالمها ويعالج قضايا حساسة وواقعية عاشها المجتمع الإماراتي, مأخوذ عن رواية "ريتاج" للكاتب الإماراتي حمد الحمادي، الذي اختار التشويق عنصرا مهما وأساسيا لروايته، فأنت تظل تكتشف الحقيقة حتى أخر لحظة, كما أن صحيفة "الإمارات اليوم " كشفت عن تصريح الكاتب بأنه استوحى  الأحداث من قصة حقيقية قابل صاحبتها في إحدى المطارات. وهو ما يؤكده المسلسل الذي يبدأ بتنويه عن أن أحداثه مستوحاة من أحداث حقيقية، يقدم المسلسل قصة "ريتاج" الفتاة الطيبة التي تهب حياتها إلى والدها وتعطيه جزءا من جسدها حتى يكمل علاجها ولكنك تكتشف أن هذا الوالد هو السبب وراء شقاء ابنته، وأنه يملك قلبا جامدا يستغل ابنته ووطنه من أجل أفكار جماعته فهو أحد منتسبي التنظيمات السرية. [vod_video id="DHIyMWLT0VxtxYCmlAc7g" autoplay="0"] المسلسل يقدم القضية بمباشرة ووضوح ويحمل بعض المفاجآت للمشاهدين تماما مثل الرواية ويمزج بين مشاعر إنسانية عديدة. وجاءت شارة المسلسل لتعكس أحداث العمل وتفاصيله بصوت النجم حسين الجسمي الذي غنى عن الوفاء والخيانة للوطن وحققت نجاحا كبيرا يضاف إلى المسلسل.  [vod_video id="ZQJycL7J7Wr2ERvlPeZodQ" autoplay="0"] "أفراح القبة" ننتقل إلى عالم نجيب  محفوظ  الذي لم  يعرض قضية معينه في الرواية المأخوذ عنها المسلسل على قدر ما تغوص روايه أديب نوبل في أعماق النفس الإنسانية لتقدم شخوصا حقيقية. لكن أهم ما يميز هذا العمل وربما الأمر الصادم أيضا هو عالم محفوظ الأنثوي الذي نراه للمرة الأولى، فالمرأة في في هذه الرواية تختلف عن النماذج السابقة مثل أمينه في الثلاثية  أو نفيسة  في بداية ونهاية أو حميدة في زقاق المدق، فدائما الضعف والفساد عند الأنثى في أدب محفوظ ورائه دافعا مثل الفقر والحاجة . [vod_video id="PyFS6Xio15WRlDy2ZwsQ" autoplay="0"] القصة تدور حول  إحدى الفرق المسرحية خلال حقبة السبعينيات، اجتمع ممثلو الفرقة للمشاركة في مسرحية جديدة  اسمها "أفراح القبة" ويكتشف الممثلون أثناء القراءة أن الأحداث تدور حول شخصياتهم الحقيقية في الحياة، وأن المؤلف يستعرض أسرارهم  القديمة فيسعى الممثلون لإيقاف المسرحية حتى لا يفضح أمرهم.  [vod_video id="Eik6kBNHmYv4bDfqOIeg" autoplay="0"] ورغم أن القصة تدور حول النساء وحكايتهن لكن المشاركة الرجالية مؤثرة وقوية مثل إياد نصار، وأحمد السعدني، وصبري فواز، وسيد رجب، ومحمد الشرنوبي. ويتميز المسلسل بمشاركة ضيوف شرف ظهروا في عدد قليل من الحلقات لكنهم تركوا اثر في المشاهد منهم كندة علوش، وبيومي فؤاد، مما يدل على قوة بناء المسلسل وإبداع مايسترو العمل المخرج محمد ياسين.