أغلب الأطفال يختلقون الكثير من القصص والحكايات والمواقف، فيتهمهم المحيطون بالكذب وربما يصل الأمر إلى الضرب والتعنيف، دونما يدركوا أن "الخيال الواسع" طبيعة هذه المرحلة.حول هذه الظاهرة تقول أميرة بدران المستشارة النفسية والتربوية : من الطبيعي أن يكون لدى الطفل الخيال الواسع في الفترة ما بين عامين ونصف و7 سنوات، فهو يمزج بين الخيال والأحداث التي يمر بها في الحياة، وربما يتحدث بما في خياله ولا يقول شيئاً من الحقيقة.و الطفل الذي ينشأ في بيئة تكثر فيها العلاقات مع الناس تتكون لديه قدرة كبيرة على التعبير ويتأثر بهذا المناخ ويكون خياله واسع.وتضيف بدران" : من الممكن أن تشارك الأم الطفل خيالاته الواسعة بما يوسّع مداركه وتوجهه إلى الطريق الصحيح مثل مشاركته في ارتجال قصص في المدرسة بدلاً من أن تقول له "أنت كذاب".وتشير إلى أنه بعد سن السابعة يستطيع الطفل أن يفرّق ما بين الواقع والخيال، وفي هذه الحالة لن يكون عنده خيال واسع بل يصبح كاذباً، وهنا يتعين على الأم أن تبحث عن الأسباب الرئيسة التي تدفعه للكذب هل خوفاً من العقوبة أم محاولةً لجذب الانتباه والحصول على مزيد من الاهتمام أم الرغبة في الشعور بالتميّز ؟.وحذّرت بدران من مناداة الطفل بـ"الكاذب" ،مؤكدة أن تكرار هذه الكلمة أمامه تجعله يتمادى في كذبه، موضحة أن الأم تُعتبر عالمه الخاص لذا فهو يصدقها. وطالبت بضرورة مراعاة الآباء لتصرفاتهم أمام أطفالهم باعتبارهم القدوة، فالطفل لا يصدق ما يسمع مثلما يصدق ما يراه بعينيه.