​الزواج في نفس العمر.. تفاهم أم تصادم؟
  • Posted on

​الزواج في نفس العمر.. تفاهم أم تصادم؟

يرى البعض أن زواج الشاب والفتاة في نفس العمر أمر مرهون بالفشل، معتبرين أن مشاعر الندية والتناطح بين الزوجين تكون السمة الأبرز والتي تختفي معها مشاعر الحب والألفة بينهما قبل الزواج, فيما يرى آخرون أن الزواج في نفس العمر يعزّز مشاعر الألفة والوئام والانسجام بين الزوجين. استطلعنا آراء بعض الشباب الذين خاضوا التجربة.يقول محمد مهدي، 36 عاماً، محاسب متزوج منذ 8 سنوات من زميلته في الجامعة: "كنت قبل بداية زواجي مقتنعاً بأن من أسس الزواج السليم أن يكبر الشاب الفتاة بفارق لا يزيد على عشر سنوات, ولكن شاء القدر أن ألتقي بزوجتي في الجامعة والتي جذبتني بخلقها وتفوقها وجمالها فاتخذت قراراً بزواجي منها رغم أنها في نفس عمري". مؤكداً أنه لا يشعر بأن تقاربهما في السن كان سبباً في وجود أي مشكلات بينهما, معتبراً أن تقارب السن وعلاقتهما المسبقة في الجامعة جعلهما أكثر تفاهماً.وتقول نوال سعد، طالبة بكلية الآداب إنها رفضت الزواج من شاب تقدم لها لأنه في نفس عمرها، معتبرة أن أفضل سن للزواج هو أن يكبر الشاب الفتاة بسبع أو عشر سنوات, مبررة ذلك بأن المرأة تصاب بالكبر أسرع من الرجل؛ ما يجعلها تبدو أكبر منه سناً مستقبلاً، مشيرة إلى أنها شاهدت نماذج حقيقية في هذا الصدد جعلتها تصر على موقفها, كما لفتت إلى أن أهم أسباب رفضها بالزواج من شاب في عمرها, حاجتها للشعور بالزواج من شاب أكثر منها خبرة في الحياة تعتمد وتستند إليه وليس شاباً من نفس عمرها لا يمتلك خبرة في الحياة. وتعقّب الدكتورة نعمة عوض الله الاستشاري الأسري بأن الزواج مسألة توافق وانسجام بين طرفين وأنه كلما استطاع كل طرف أن يلبي احتياجات الآخر ومنحه الشعور بالقدر الأكبر من الرضا؛ فإن عنصر التوافق بين الزوجين يتحقق؛ بما يساهم في نجاح حياتهما مهما كان فارق السن بينهما. وأضافت أنه على الرغم من صعوبة وضع نمط مثالي لفارق السن بين الزوجين لاختلاف ظروف كل زيجة إلا أنها ترى أن النمط الأقرب للنجاح هو أن يكون الفارق بين الزوجين ما بين 5 إلى 7 سنوات، مشيرة إلى وجود اعتبارات متعددة تجعل هذا الزواج أكثر نجاحاً أهمها أن الزوج يكون أكثر نضجاً من الناحية العاطفية والنفسية,كما أن الرجل الشرقي بصفة عامة يميل إلى أن يكون صاحب الكلمة والرأي ويكره التعامل بالندية والتناطح الذي قد ينتج عن الزواج في نفس العمر, حيث تشعر في الغالب الزوجة بأن خبرتها نفس خبرة الرجل؛ ما يتسبب في كثرة الاختلافات بينهما.وأضافت: من الاعتبارات الهامة أيضاً أن الزوجة من الناحية الفسيولوجية تكون أسرع في التقدم في العمر عن الرجل، فيما يحتفظ الرجل بلياقته في كثير من الأحيان لسن الـ60 عاماً؛ ومن ثم كثيراً ما تبدو الزوجة أكبر سناً من الرجل مهما لجأت لوسائل وعمليات التجميل المختلفة, وهو أمر يزعج المرأة أكثر من الرجل. وتابعت: من أجل ذلك يكون الزواج بفارق مناسب لا يتعدى العشر سنوات هو الأفضل، ولكن ذلك لا يمنع أن هناك تجارب نجحت في سياقات مختلفة كانت الزوجة فيها أكبر أو أصغر بمعدلات كبيرة من الرجل، مشيرة إلى أن التوافق هو العامل الأهم في نجاح هذه الزيجات.