تفوّه الأطفال الصغار بـ"الألفاظ النابية" من أكثر المواقف التي تسبب إحراجاً للوالدين، خصوصاً عندما يكون ذلك أمام الغرباء، وغالباً ما يكون رد فعل الآباء هو تعنيف الطفل، وهو الأسلوب الذي لا يأتي في الغالب بأي نتائج إيجابية. فما هو الأسلوب الأمثل في علاج مشكلة تفوه الأطفال بالألفاظ النابية؟ في هذا الإطار يقول الدكتور مصطفي صادق – أستاذ علم النفس التربوي: مشكلة تفوّه الطفل بالألفاظ النابية دائماً ما تظهر في عمر ثلاث إلى خمس سنوات حيث يكون الطفل أكثر رغبة في التقليد وترديد ما يسمعه دون أن يدرك معنى الألفاظ والتمييز بين الحسن أو السيئ منها. مشيراً إلى أنه لا بد في البداية أن تبحث الأسرة عن المصدر الذي استمد منه الطفل هذه الألفاظ، كأن يكون على سبيل المثال الشارع أو بعض المحيطين بالطفل، معتبراً أن أول الخطى في تقويم هذا السلوك هو إبعاد الطفل عن هذا المصدر لبعض الوقت مع ضرورة إظهار سبب ذلك الابتعاد للطفل، مع محاولة تغذية الطفل بمدى قبح هذه الألفاظ وضرورة الإقلاع عن النطق بها، مشدداً على ضرورة الصبر على الطفل حيث لا يجب التوقع أن يقلع الطفل عن النطق بهذه الكلمات بشكل فوري. لافتاً إلى أنه من الأخطاء التربوية التي يقع فيها البعض هو الضحك على الطفل عند التفوه بأيّ من هذه الألفاظ.. مؤكداً أن هذا الأسلوب يزيد من المشكلة، حيث يظن الطفل أنه يقوم بشيء يلقى استحساناً من الآخرين. موكداً أن هناك عدة أمور مهمة ينصح أن تتبعها الأسرة لحل مشكلة الألفاظ النابية عند الأطفال تتمثل في: التجاهل لبعض الوقت لما يصدره الطفل من ألفاظ. إبداء الرفض لتكراره لها مرة أخرى. اتباع أسلوب حرمان الطفل من أي شيء محبب له بسبب نطقه بهذه الألفاظ في حاله التكرار. مكافأته والثناء عليه في حال تخليه عن النطق بها. الحرص على تعزيز قاموس الطفل بالألفاظ الحسنة كبديل عن هذه الالفاظ السيئة. مشدداً على أن الأسرة هي المنهج الأول الذي يستقي منه الطفل كل السلوكيات سواء كانت إيجابية أو سلبية، من أجل ذلك لابد أن يحرص كل فرد في الأسرة على أن يكون قدوة حسنة لأطفاله في كل الأمور، والتي من أهمها النطق بالكلمة الطيبة والألفاظ الحسنة حيث يساعد ذلك في سرعة تخلي الطفل عن النطق بهذه الألفاظ في حال اكتسابه لها من أي مصدر. [more_vid id="EsMIE8jHOWn6WAeRDtnrgQ" title="جراحة العظام هذه التفاصيل تحتاج الإلمام بها" autoplay="1"]