وَحم الحمل .. بين الحقيقة و الوهم !
  • Posted on

وَحم الحمل .. بين الحقيقة و الوهم !

الوحم من أهم الظواهر الشائعة والمؤرقة-أحياناً- للمرأة الحامل والمحيطين بها؛ نظراً لغرابة أنواع الطعام التي تشتهيها وتطلبها بإلحاح، فهل للوحم حقيقة علمية أم أنّه مجرّد وهم تعيشة الحامل، وهل هناك بالفعل تأثيرات سلبية على الجنين في حال عدم القدرة على تلبية طلبات المرأة الحامل بتناول بعض الأطعمة؟ أجريت دراسة بريطانية في هذا الشأن على 200 امرأة حامل أكّدت نتائجها غرابة الأطعمة التي تشتهيها الحوامل لتشمل أحيانا مواد غير قابلة للأكل مثل أحذية رياضية وعيدان ثقاب محروقة. ولفتت إلى أنّه لا يوجد سبب قطعي ومدقق لظاهرة الوحم عند النساء الحوامل؛ مرجّحة أن يكون للتغيرات الهرمونية التي تمر بها الحامل دور في تنشيط حاسة الشم والتذوق بصورة مفرطة ما يساهم في تحفيز شهيتها لبعض الأطعمة الغريبة. تقول الدكتورة أميرة عبدالعليم، استشاري أمراض النساء والتوليد، إنّ الوحم عرَض تمر به الكثير من النساء ويبدأ بعد انقطاع الدورة الشهرية بأيام قليلة، ويستمر عند بعض النساء حتى أول ثلاثة أشهر ولكنه يستمر عند البعض الآخر إلى نهاية الحمل. لافتةً إلى أنّه على الرغم من شيوع ظاهرة الوحم إلا أنه لا يمكن القول بأنه عرض رئيسي للحمل؛ حيث إنّ بعض النساء لا تمر بمرحلة الوحم. مشيرةً إلى أنّ السبب الأبرز في حدوث الوحم هو الحمل نفسه وما يعقبه من تغيرات هرمونية لدى المرأة الحامل والتي تكون لها تأثيرات نفسية وفسيولوجية. ومن التغيرات الفسيولوجية حدوث تغيرات على حاسة الشم، حيث تكون أقوى. مضيفةً أنّ الوحم لا يعني بالضرورة استحسان المرأة لرائحة نوع معين من الطعام سواء كان متاحاً أو غير متاح، بل في بعض الأحيان قد يكون الوحم هو كراهية بعض الروائح والأطعمة؛ ربما كانت محببة للمرأة قبل الحمل، وتعد هذه التغيرات الهرمونية المرجع الرئيسي لحدوث جميع هذه التغيرات. مؤكدةً أنّه ليس لهذا الوحم أي تأثيرات على الجنين ولا على جسمه كما يظن البعض. وأوضحت أنّ بعض العلماء أرجعوا ظاهرة الوحم إلى عوامل نفسية كأن تشم المرأة رائحة طعام يثير لديها ذكريات جميلة في حياتها, كما قد تشم رائحة أخرى تثير لديها ذكريات سيئة؛ موضحة أنّ ذلك يحدث في حالات الاكتئاب المصاحبة للحمل. مشيرةً إلى أنه في حال مرور المرأة بوحم طبيعي لا ينبغي القلق، ولكن إذا كان الوحم غير طبيعي ويضر بالمرأة والجنين من خلال اشتهاء وتناول أطعمة تضر بالجنين فلابد من استشارة الطبيب لوضع خطة علاج مناسبة. مشددةً على ضرورة الاحتواء النفسي للحامل؛ حيث إنّ الحالة النفسية لها تمثل عاملاً مهماً لمرور مرحلة الحمل بسلام دون أخطار.