أُعلن اليوم الأربعاء رسمياً عن وفاة المخرج والمنتج السوري المبدع، نبيل المالح، عن عمر ناهز الثمانين عاماً، دون الإدلاء بأية تفاصيل حول وفاته من قبل أية جهة عائلية. واشتهر المالح بلقب " مبدع السينما السورية" وأحد أبرز صانعي هويتها، وكان فيلم الفهد الذي أخرجه ولعب بطولته النجم أديب قدورة أواسط السبعينات، أبرز ما جادت به السينما السورية عبر تاريخها الطويل. لكن، ولأن إنتاجاته السينمائية وبصفته مخرجاً لها، صنعت وهجاً كبيراً، بقيت إنتاجاته الوثائقية في الظل علماً أنها كانت هواه الذي يتنفسه. وكان اكتشاف المالح كممثّل حدثاً طريفاً يسجّل في التاريخ كمفارقة، إذ ذهب إلى براغ لدراسة الفيزياء النووية، فحصل هناك على دور كومبارس في فيلم سينمائي تشيكي، فعرف السينما منذ لحظتها وتخلّى عن الفيزياء وعن النووي!. عرف بمواقفه الحادة تجاه السلطة في سورية، وكان قبل الأزمة يفضفض عن نفسه فينتقد مؤسسة السينما بوصفها جهة حكومية ليعوّض العجز عن انتقاد السلطة، وكثيراً ما اتهم مدير المؤسسة "محمد الأحمد" بأنه طائفي ويعمل بعقلية النظام ويسمح بإنتاج الأفلام التي تمجّد القادة ويهمّش أي فيلم فيه فكر وفن، وكل هذا مدوّن في تقارير صحفية منشورة على مدى 15 عاماً. وفي الأزمة التي حاقت بالبلاد منذ خمس سنوات، اصطف في الجانب المناهض للدولة، وأطلق مواقف سياسية لم يكن هادئاً فيها، فتم تصنيفه معارضاً للنظام . ولد المالح في أيلول 1936 وهو عضو في نقابة الفنانين في سورية منذ تأسيسها، متزوج ولديه ثلاثة أولاد.