وثيقة نادرة.. نزار قباني يطلب "نجاة" في "بيت الطاعة"
  • Posted on

وثيقة نادرة.. نزار قباني يطلب "نجاة" في "بيت الطاعة"

"تلقيت رسالة من الشاعر الكبير نزار قباني، وجدت في ظرف الرسالة ورقة جميلة مكتوبًا عليها قصيدة شعريّة باللغة العربية الفُصحى مطلعها: أيظن"، بتلك الكلمات روت الفنانة نجاة الصغيرة كواليس أغنيتها التي تلقت بسببها رسالة عتاب من "نزار". تقول "نجاة"، في أحد أحاديثها الصحفية، عن استقبالها لقصيدة "نزار": "أحسست بعد قراءة هذا الشعر، أن هناك كنزًا بين كلمات هذه القصيدة، ولكن العثور عليه كان يتطلب صعوبة كبيرة، ولكني حقيقة لم أتلق القصيدة بارتياحٍ كبير، لأن مفرداتها صعبة ولم يسبق لي أن غنـيت بتلك اللغة، فقدمتها للموسيقار كمال الطويل أسأله عنها وعن إمكانية تلحينها، فأجاب مُستغرباً: إيه ده!.. وكذلك الملحن محمد الموجي، وقررت أن أرسل القصيدة للنشر في إحدى الصحف المصرية، تكريماً لصاحبها الذي أرسلها لي وخصني بها". وأضافت نجاة: "بعد نشرها فوجئت بالفنان محمد عبد الوهاب يتصل بي ويقرأ لي القصيدة من الصحيفة، ويسألني هل هذه القصيدة لك؟ فقلت له نعم، وكان يريد الاستفسار ما إذا كانت القصيـدة قد مرت علي أو قرأتها، وســردت له ما جرى، فطلب مني أن أراه كي أستـمع إلى لحن الأغنية، كانت حينها الساعة الحادية عشرة صباحاً، وأكد عليّ أن ألتقيه بعد ساعتين، وفعلاً، حينما ذهبت إليه كان اللحن جاهزاً، وغنيت أيظن للشاعر الكبير نزار قباني وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.. وخرجت الأغنية للحياة لتحقق حضوراً ساحراً في الأغنية العربية".  المفاجأة أن صانع الأغنية ذاته، لم يسمع قصيدته المغناة، إذ كان يعمل وقتها كدبلوماسي في بكين وذلك في مطلع ستينيات القرن الماضي، ولم يستطع الاستماع إليها، فما كان منه إلا أن بعث رسالة لـ"نجاة" تضمنت عتاباً لعدم حصوله على نسخة من الأغنية. وجاء نص الرسالة: "أيتها الصديقة الغالية.. لا أزال في آخر الدنيا.. أنتظر الشريط الذي يحمل أغنيتنا (أيظن) تعيش في الصحف.. في السهرات وعلى شفاه الأدباء… وفي كل زاوية في الأرض العربية.. وأبقى أنا محروما من الأحرف التي أكلت أعصابي.. يا لكِ من أمٍ قاسية يا نجاة.. أريتِ المولود الجميل لكل إنسان وتغنيت بجماله في كل مكان.. وتركتِ أباه يشرب الشاي في بكين، ويحلم بطفلٍ أزرق العينين يعيش مع أمه في القاهرة.. لا تضحكي يا نجاة إذا طلبت ممارسة أبوتي، فأنا لا يمكن أن أقنع بتلقّي رسائل التهنئة بالمولود دون أن أراه.. فانهضي حالًا لدى وصول رسالتي، وضعي المولود في طرد بريد صغير.. هنا كنتِ أمًا عن حقٍ وحقيق، أما إذا تمردتِ فسأطلبك إلى بيت الطاعة رغم معرفتي بأنكِ تكرهينه".