هل تساعدك الموسيقى على التركيز أم تشتت انتباهك؟ العلم يجيب
  • Posted on

هل تساعدك الموسيقى على التركيز أم تشتت انتباهك؟ العلم يجيب

روتانا - أحمد المرسي "من لم يحركة الربيع وأزهاره، والعود وأوتاره، فهو فاسد المزاج ليس له علاج"، هذا ما قاله أبو حامد الغزالي في كتابة إحياء علوم الدين دليلا على أهمية الموسيقى في حياة البشر، فالعديد من العلماء والفلاسفة على مر التاريخ كانوا يرون للموسيقى فائدة عظمى، ومنهم أفلاطون الذي قال عنها إنها "بمقدورها بث الحياة في كل شيء". ولكن إذا كنت من محبي الاستماع إلى الموسيقى أثناء المذاكرة، أو غيرها من الأنشطة التي تقوم بها "كخلفية"، وتظن أن ذلك يساعدك على التركيز، فإن الأمر الآن أصبح مثار شك كبير ويجب التفكير فيه مرة أخرى، فبالرغم من أن بعض الدراسات العلمية القديمة تخبرنا أن الموسيقى الهادئة كموسيقى "موزارت" تساعد على التركيز والانغماس في العمل الذي تقوم به أكثر إلا أن الدراسات الحديثة تشكك في ذلك، وفي السطور التالية نعرض لكم دليل كل فريق: أبحاث قديمة: في عام 1991 ظهر لأول مرة نظرية علمية تسمى "تأثير موزارت The Mozart effect" ونشرت نتائجها في الدوريات العلمية العالمية بعد ذلك بعامين، وتقول النظرية إن الموسيقى، خاصة موسيقى موزارت، لها تأثير إيجابي على الإدراك والذاكرة، مؤكدة أن الأطفال والأفراد الذين واظبوا على الاستماع إلى موسيقى موزارت أثناء دراستهم تمتعوا بمستويات ذكاء مرتفعة، وكذلك درجة تركيز عالية للدرجة التي دفعت حاكم ولاية جورجيا في الولايات المتحدة الأمريكية إلى طلب ميزانية خاصة من أجل توفير اسطوانة لموزارت لكل طفل في ولايته. العديد من النظريات الأخرى بُنيت على هذه النظرية الشهيرة والتي لاقت رواجاً كبيراً واستخداماً تجارياً أكبر، حيث ظهرت المنتجات التي تشغل موسيقى موزارت بأنقى صوت وبأفضل طريقة يمكن أن تساعدك على التركيز، حتى إنه تم استخدام الموسيقى في المكتبات بشكل واسع. أبحاث حديثة: وعلى الرغم من التأييد الواسع لاستخدام الموسيقى كخلفية أثناء العمل الذهني، إلا أن هناك دراسة حديثة أكدت أن الموسيقى تقوم بشكل كبير بـ"تعطيل" مجموعة من وظائف الدماغ المرتبطة بالإبداع، بما في ذلك القدرة اللفظية وحل المشكلات. تقول الدكتورة "إيما ترايغولد"، من جامعة سنترال لانكشاير، التي قادت الدراسة: "لقد وجدنا دليلاً قويًا على ضعف الأداء عند عزف الموسيقى في الخلفية مقارنة بظروف الخلفية الصامتة". وتتحدى النتائج هنا الرؤية الشائعة بأن الموسيقى تعزز الإبداع في أنشطة مثل الرسم وغيرها من الأعمال الإبداعية، وبدلاً من ذلك تثبت أن الموسيقى، تعمل باستمرار على تعطيل الأداء الإبداعي في حل المشكلات". خلال الدراسة، كان على المشاركين أداء مهام مثل الألغاز إما في بيئة هادئة، أو أثناء وجودهم في بيئة بها موسيقى، الأولى موسيقى من دون كلمات والثانية بكلمات أجنبية والثالثة مع كلمات معروفة، ووجدت الدراسة أنه لم يكن هناك اختلاف كبير في أداء المهام اللفظية بين الوقت الذي كانت فيه العروض تتم بهدوء أوتحت ظروف ضوضاء المكتبات، وفي الحالات الثلاث، كان هناك ضعف قوي في الذاكرة مقارنة بالعمل من دون ضجيج. آراء مختلفة: ويرى عدد آخر من العلماء أن الأمر غير محدد بقانون، ولا يمكن حكمه وقياسه بوسائل الكم، فهي تختلف من نوع موسيقى لآخر، فعلى سبيل المثال وجد العديد من التجارب العلمية أن الاستماع للموسيقى الكلاسيكية يسهل التركيز بشكل أكبر، بالمقارنة مع الموسيقى الحديثة أو السريعة، وأيضًا الموسيقى التي لا ترافقها كلمات أفضل من الموسيقى التي ترافقها كلمات من حيث تشتيت الانتباه. ويختلف الأمر من شخص إلى آخر، حسب القدرات الفردية للأشخاص، فعلى سبيل المثال الأشخاص الانطوائيون يتشتتون بشكل أكبر من الاجتماعيين، في حال الاستماع إلى الموسيقى. في النهاية الأمر يعود لك، لكن إذا رغبت في النصيحة فيمكنك الاستماع إلى الموسيقى الهادئة أثناء القيام بالأعمال الإبداعية مثل الرسم والكتابة، ويفضل خلفية من الصمت أثناء النشاطات العقلية الأكثر تعقيدًا مثل المذاكرة وغيرها. [more_vid id=" VmAHcxCvI9T54gJXkp6A" title="جامعة الطائف تدرس الغناء والموسيقى عبر أكاديميتها للشعر العربي" autoplay="1"]