هل اللغة العربية الفصحى مهددة بالموت؟
  • Posted on

هل اللغة العربية الفصحى مهددة بالموت؟

حذر وزير التنمية الإدارية المصري الأسبق، والرئيس الحالي للهيئة العامة للمنطقة الصناعية لقناة السويس، الدكتور أحمد درويش، من الأخطار التي تداهم اللغة العربية الفصحى المهددة بالاندثار، وذلك في مقاله المنشور بصحيفة الأهرام المصرية أمس السبت 24 ديسمبر تحت عنوان: "لا حياة لأمة بدون لغة". واستعرض درويش، تباري الأمم من غير الناطقين بالعربية في الحفاظ على هويتها ولغتها الأم لإحيائها، فيما يتعامل أصحاب الهوية واللسان العربي الفصيح مع لغتهم بتخاذل تاركين لسان الآباء يسلب من أفواههم. وأشار الوزير الأسبق، في مقاله الذي يأتي بعد أيام من الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، إلى أن الخطر الداهم الذي يهدد لغتنا العربية، يكمن في تقرير منظمة اليونيسكو في مطالع القرن الحادي والعشرين، حين استعرضت المنظمة اللغات التي ماتت في القرن العشرين، فوجدتها نحو ثلاثمائة لغة، ثم عادت لاستعراض اللغات المريضة المرشحة للموت في القرن العشرين، فقدرت احتمال أن تكون "اللغة العربية الفصحى" إحدى هذه اللغات في هذا القرن، لكي تحل محلها في مجالات التعليم والإعلام والتواصل، نحو عشرين لغة محلية عربية. يقول "درويش"، إن هذا التنبؤ قد يكون مفزعا، لكنه يحتاج إلى تضافر في تلافي الإسراع في خطوات التدهور نحو مصير من هذا النوع، لافتا إلى أنه لن يكون ذلك إلا من خلال دق ناقوس الخطر حول لغة التعليم ولغة الإعلام ولغة الإعلان، ولغة التواصل المحلى والإقليمي والدولي. ولفت المسؤول المصري، إلى أن التواصل عبر هذه المجالات كلها يتم حاليا من خلال هجين غير منظم من لغات أجنبية ولهجات محلية، وقصور معيب في أبسط مظاهر الصحة اللغوية حتى على ألسنة كبار المسئولين والمحاضرين والقضاة والمحامين والساسة، الذين كانوا يقدمون عبر العصور نماذج تفيض بالطموح والجمال لأمة تريد أن تتلافى المصير المحتوم الذي أطلقته العبارة الشهيرة: "لا حياة لأمة بدون لغة".