هكذا يمكن للأثرياء أن ينقذوا الكوكب من كوارث تغير المناخ
  • Posted on

هكذا يمكن للأثرياء أن ينقذوا الكوكب من كوارث تغير المناخ

لا يتمتع الأثرياء بأرصدة بنكية كبيرة وأنماط حياة أكثر فخامة من الآخرين فحسب، لكن لهم أيضا آثار كربونية أكثر من غيرهم. ويرجع الخبراء الأثر الكربوني القوي للأغنياء إلى كثرة الأشياء التي يمتلكونها، وكثرة تنقلاتهم، سواء بالطائرات أم السيارات، وكذلك شرائهم السلع الفاخرة. وبحسب معهد "بوتسدام" لأبحاث تأثير المناخ، فإن البصمة الكربونية لأسرة ثرية مكونة من شخصين، تصل إلى 129 طنا من ثاني أكسيد الكربون سنويا، أي نحو 65 طنا للفرد، وهذا الرقم يمثل 10 أضعاف البصمة الكربونية للأشخاص الفقراء. ويجادل البعض حول أن الأثرياء يمكنهم فعل الكثير للمساعدة في حل أزمة المناخ. وقالت "إيلونا أوتو"، من معهد "بوتسدام"، إن أبرز الأشياء التي يمكن للأغنياء القيام بها لحل أزمة المناخ، هو تغيير أسلوب حياتهم، فيمكنهم وضع الألواح الشمسية على أسطح منازلهم، كما يمكنهم شراء السيارات الكهربائية، وسيكون الوضع أفضل إذا تجنبوا الطيران، لأن السفر الجوي بحسب دراستهم استولى على نصف بصمتهم الكربونية. وأوضح "توم بيلي"، الذي أسهم في إعداد تقرير جديد يسلط الضوء على الاستهلاك في المدن ذات الدخل المرتفع، أن الأغنياء أكثر مرونة من غيرهم في تغيير أسلوب حياتهم، لأنه يمكنهم شراء منتجات صديقة للبيئة. وأضاف أن المدن مرتفعة الدخل، والأفراد ذوي الدخل المرتفع لديهم الموارد اللازمة لتجربة منتجات وخدمات وحلول جديدة، على عكس الفقراء، كما أن لديهم القدرة على إنشاء سوق للسلع الأكثر استدامة. وكما يمكن للأغنياء اختيار الأشياء التي ينفقون عليها أموالهم لتحل أزمة المناخ، يمكنهم أيضا اختيار الصناعات التي يجب الاستثمار فيها أو عدم الاستثمار فيها. وتقدر منظمة "أوكسفام" أن عدد المليارديرات في قائمة فوربس، الذين لديهم مصالح تجارية في قطاع الوقود الأحفوري، ارتفع من 54 شخصا في عام 2010، إلى 88 فردا، في عام 2015، كما زاد حجم ثرواتهم من أكثر من 200 مليار دولار، إلى أكثر من 300 مليار دولار. وهناك اتجاه للمستثمرين الأثرياء، لبيع حصصهم في الصناعات التي تضر بالمناخ، والمعروفة باسم سحب الاستثمارات، حيث تعهدت أكثر من 1100 مؤسسة، و59000 فرد، بإجمالي أصول 8.8 تريليون دولار، بالتخلص من الوقود الأحفوري من خلال حركة DivestInvest عبر الإنترنت، ومن بينهم الفنان ليوناردو دي كابريو، الذي وقع التعهد نيابة عن نفسه ومؤسسته البيئية. كما وقع التعهد 22 شخصا من الأثرياء في هولندا، الذين تعهدوا بإزالة ثرواتهم الشخصية من أفضل 200 شركة تنتج النفط والغاز والفحم. يذكر أنه في عام 2015 خصص "بيل غيتس" مؤسس شركة مايكرسوفت، ملياري دولار من ثروته لتمويل البحث والتطوير في الطاقة النظيفة. كما كتب مجموعة من العلماء إلى 100 جمعية خيرية وعائلة ثرية في المملكة المتحدة، لطلب تمويل القضايا البيئية والمتعلقة بالمناخ، وقالوا في رسالتهم: "نناشدكم أن تفكروا بشكل عاجل في استثمارات كبيرة لمنع حدوث المزيد من الكوارث البيئية سواء من خلال استثماراتكم الشخصية أو أعمالكم الخيرية". وهناك الكثير من الحوافز للأثرياء للمطالبة بالتحرك المناخي، حيث حذر تقرير حديث للأمم المتحدة، من أن تغيرات المناخ ستكلف الشركات الكبرى في العالم 1.2 تريليون دولار على مدى السنوات الـ15 المقبلة. [more_vid id=" JnQMhlconJZ4jpy4LWdCSA" title="عمرها 3000 عام شجرة الحياة في إفريقيا تحتضر بسبب تغير المناخ" autoplay="1"]