إذا كان النوم لفتراتٍ قصيرة خلال اليوم، هو خيارك المُفضل، أو طريقتك لاستثمار أوقات الراحة بين ساعات المذاكرة أو العمل، فهو خيارٌ جيدٌ جداً. فالنوم خلال النهار، أو ما يسمى القيلولة، لها آثار إيجابية تنعكس على صحتكم الجسدية، النفسية، والمزاجية أيضاً. هذا ما أكدته دراسة أجرتها مجموعةٌ من الباحثين في مستشفى لوزان الجامعي في سويسرا، شملت نحو 3500 شخصٍ، تراوحت أعمارهم بين 35 و75 عاماً. إذ كشفت أن احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، تنخفض لدى الأشخاص، الذين يغرقون في قيلولة لمرةٍ أو مرتين أسبوعياً، لمدة تراوح بين 5 دقائق إلى ساعة. تساعد قيلولة منتصف النهار على الاسترخاء، ترفع معدلات الانتباه والتركيز، وتساهم في تحسين المزاج. كما أنها تساعد على التخلص من الإرهاق. وينصح الأطباء بتجنب تناول القهوة، وغيرها من المشروبات الغنية بالكافيين، واستبدالها بنصف ساعةٍ من النوم، للحصول على الطاقة الكافية. هل هناك شروط للقيلولة المفيدة؟ إذا كنتم ترغبون في الاستفادة من دقائق القيلولة، عليكم أولاً اختيار التوقيت المناسب. لا تقوموا بها في الليل، حتى لا تؤثر على ساعات نومكم الطبيعية، ولا تلجأوا إليها قبل الظهر، لأن جسمكم لن يكون غالباً في حاجةٍ إلى المزيد من ساعات النوم. يحدد الأطباء أفضل أوقات القيلولة، في الفترة ما بين الواحدة ظهراً والثالثة عصراً. ويوصون بأن تراوح مدتها بين 10 و30 دقيقة، بينما يشير بعضهم إلى أن القيلولة الأفضل هي التي لا تزيد مدتها عن 10 دقائق. كما أن اختيار المكان المناسب، هو أحد الأمور التي ينبغي عليكم مراعاتها عند أخذ قيلولة. إذ يجب أن يكون المكان هادئاً، مريحاً، ويُفضل أن تكون إضاءته هادئة. هل القيلولة مفيدة للأطفال أيضاً؟ يشير عددٌ من الأبحاث والدراسات، إلى أن حصول الأطفال على قيلولة بعد الظهر، ينعكس بشكلٍ إيجابي على صحتهم، وعلى قدراتهم على التعلم، لأنها تعزز ذكائهم وترفع معدلات التذكر لديهم. كما أكدت دراسة نشرها موقع Web MD الأميركي المتخصص، أن الأطفال الذين يحصلون على قيلولةٍ يومية، يكونون أقل عرضةً للإصابة بالسمنة. إذ يشعر الأطفال الذين لا ينامون لوقتٍ محددٍ بعد الظهر بالإرهاق أكثر من غيرهم، وبالتالي يحتاجون إلى تناول الطعام أكثر. تختلف المدة المناسبة للقيلولة، باختلاف المرحلة العمرية للطفل. بالنسبة إلى الأطفال، الذين تراوح أعمارهم بين سنة و3 سنوات، قد يكون مناسباً أن يحظوا بقيلولةٍ تراوح بين ساعةٍ و3 ساعات. أما الأطفال من 3 إلى 5 سنوات، فيفضل أن لا تزيد قيلولتهم عن 90 دقيقة. هل للقيلولة أضرار؟ فوائد القيلولة متعددة، إلا أنها قد تؤثر على الساعة البيولوجية للجسم، خصوصاً إذا اعتدتم عليها في ساعات الليل المتأخرة. ففي هذه الحالة، لن تتمكنوا من النوم بشكلٍ طبيعي، وسينعكس ذلك على نشاطكم ومزاجكم في اليوم التالي. كما أن رغبتكم المستمرة في الحصول على قيلولة، قد تكون مؤشراً خطراً لنقص بعض الفيتامينات في جسمكم، حينها ننصحكم بزيارة الطبيب. إليكم أسرار النوم النظيف [vod_video id="GxtXWEnlA6Cwxct3R9ow" autoplay="1"]