"هذا الإنسان " Ecco Hommo"" لفريدريك نيتشه
  • Posted on

"هذا الإنسان " Ecco Hommo"" لفريدريك نيتشه

يقول مترجم هذا الكتاب مجاهد عبد المنعم مجاهد، أن نيتشه حدد بنفسه مهمة حياته عندما أوضحها في هذا الكتاب بقوله: " إن مهمة حياتي هي أن أعد للإنسانية لحظة للوعي الذاتي الرائع، أوج ظهيرة عظيمة تخدمه للوراء وللأمام معاً،عندما بزع من جبروت ما هو عرضي ومن الكهانة، ولأول مرة تطرح السبب والمكان فيما يتعلق بالإنسانية ككل".من خلال هذه الرسالة يعيد نيتشه إلقاء الضوء على رحلة حياته وكتبه بل وحتى أسلوبه في الكتابة حتى لا يساء فهمه على نحو ما تتنبأ وما حدث له بالفعل. وهذا الكتاب لم يكتب بالمداد بل أراد لكلماته، كما اراد لكل كلماته في كل الكتب، أن تكون كلمات جرانيتية تستهدف إحداث انقلاب في نفسية القارئ بل وتأخذه من خناقة حتى يساهم في الإنقلاب نفسه.ولقد أوضح نيتشه بنفسه أهمية التساؤلات الخلقية لأن هذه التساؤلات، على حد قوله، تحدد مستقبل البشرية ، لكنه لا يتوقف عند الأخلاقيات بل يريد أن يتجاوزها ليبحث في الوجود نفسه . الوجود العيني المشخص لا الوجود التجريدي المطلق حتى يتغير الوجود الإنساني نحو الأفضل . ويخرج الإنسان من مرحلة الديدان الى مرحلة الانان العالى المبشّر بالبرق، والذي يحمل القيم الجديدة، قيم الاخلاق النبيلة ، قيم تغيير الإنسان بالقضاء على اغتراب الغنسان وانفصاله وقيم العبيد المنيئة في حياته، وساعتها يولد الإنسان من جديد.. وبهذا يتأكد انتماء نيتشه إلى الفالسفة الوجودية التي تستهدف أن يمارس الإنسان حريته ويرسم من جديد صورته فوق سطح الزمان..الكاتب الفيلسوف الألماني ( فريدريك نيتشه) ، ( 1800-1900)، الذي ولد وسط الألمان يرى أنهم غرقوا في المثالية فابتعدوا عن الحياة. ويرى أنه والناس الحقيقيون محكوم عليهم من جانب غير المناسبين الحمقى ورجال الخداع والإنتقام الذين يشوهون العالم ويطعنون الإنسانية.ومن هنا فإنه مقاتل بحارب القيم البالية مبشراً بالجديد والذي هو فرح من أجل أن يجعل كل لحظة في الحياة عيداً بحتفل به الناس،عيداً للفرح..إنه يدعو إلى فردوس جديد، لكنه بلاحظ هو نفسه،( إن فردوسي قائم في ظل سيفي)، وهو نفسه يقول عن نفسه : ( إنني لست صاحب أحلام يقظة وإنني أستطيع أن أجد فرحاً في سح السيف وربما أيضاً أن لي قبضة قوية)..إن نيتشه محار ولهاذ فإنه عندما يتفلسف فإنما يحمل مطرقة لهدم القديم،وتشييد الجدد داعياً إلى ( زرادشت) جديد، ذلك المفكر الفارسي القديم الذي من الظلام ينبثق النور على يديه، وداعياً إلى ( ديونيوس) جديد ذلك الإله اليوناني القديم الذي هو ( إله الظلام)، ولهذا فهو أقدر الجميع على الغوص في ال‘ماق بحثاً عن نور جديد.