نصائح لدوام دفء الحياة الزوجية
  • Posted on

نصائح لدوام دفء الحياة الزوجية

عادة ما تبدأ رحلة الزواج على وتيرة مبهجة مفحمة بالنشاط والحيوية، حيث يكون الزوجان مقبلين على حياتهما الجديدة بصدر رحب، لكن سرعان ما قد تهدأ تلك الوتيرة حتى تخفت تماماً ويحدث هنا ما يسمى "الخرس الزوجيّ". وقد أشارت الدراسات النفسية إلى أنّ الخرس الزوجيّ عبارة عن كبوة تحدث في العلاقة الزوجية تسبب حدوث الصمت وفقر التواصل بين الزوجين، ما يسبب العديد من المشاكل النفسية لهما ويؤثر سلباً أيضاً على الأبناء، حيث يفتقدون فن الحوار مع الآخرين. تقول "أ.م ربة منزل" عانيت من فتور العلاقة الزوجية بعد نحو خمس سنوات من الزواج، وذلك بسبب انشغال زوجي الدائم ما جعله لا يملك الوقت لمجالستي والحوار معي، ما جعلني أشعر بالوحدة والرغبة في الانفصال. بينما يرى "م.ر طبيب" أنّ هذا الأمر يبدو طبيعياً، لأنّ مشاغل الحياة والأبناء تقتحم الحياة الزوجية رغماً عن كلا الزوجين، وقد تفرض عليهما نوعاً جديداً من أساليب الحياة يلتزم الصمت ويغلب عليه الطابع الروتينيّ أحياناً. وفي هذا الإطار يوضح "الدكتور أحمد عبد الله- أستاذ الطب النفسيّ" قائلاً: إنّ ظاهرة الخرس الزوجيّ قد يكون خلفها بعض الأسباب مثل: - التعنت وفرض الرأي: فمحاولة أحد الزوجين أنْ يكون القطب الأوحد في الحياة الزوجية يدفع الطرف الآخر مع الوقت إلى الابتعاد عنه. - الأعباء الاقتصادية: كثرة المسؤوليات وطلبات الأبناء التي لا تنتهي قد تؤثر سلباً على الحالة النفسية والمزاجية للأزواج. - التنشئة: إذا نشأ أحد الزوجين في أسرة تُعاني من ظاهرة الخرس الزوجيّ، فقد يتأثر حتماً بذلك عند زواجه. - إثارة المشاكل: كثيراً ما نسمع عن أنّ الزوجة تتجنب فتح أيّ حوار مع زوجها؛ تجنباً لإثارة المشاكل، ويُعد هذا أحد ألوان الخرس الزوجيّ. - الروتين: الخطوات الثابتة للأداء اليوميّ للزوجين قد تدفع إلى الملل. ويقدم بعض النصائح للأزواج للتغلب على تلك الظاهرة التي من شأنها قلب الحياة الزوجية رأساً على عقب: - أن يكونا على درجة من النضج الفكريّ، ليدركا حقيقة تغير وتقلب الأمور، وأنّ النفس البشرية لا تسير على وتيرة ثابتة دائماً. - تخصيص وقت للحوار، وإنْ كان مرة واحدة أسبوعياً، يقوم خلاله كلا الزوجين بالفضفضة إلى بعضهما البعض، ما يتيح الفرصة للتنفيس عما بداخلهما من أفكار وهموم. - التعود على نبرة الصوت الهادئة، ومحاولة امتصاص كل منهما غضب الآخر، حتى يهدأ من ثورته. - الحياة الزوجية تتشابه مع عملية تربية الأطفال، في كونها عملية يقوم خلالها كلا الزوجين بتعود الآخر على أنماط سلوكية محددة، وهذا من أشكال التكيف مع الحياة الجديدة. - قهر الروتين، فيجب عليهما ألا يستسلما دوماً لدوامة الحياة اليومية التي تبعث على الرتابة والملل، بل من الأفضل إجراء بعض التغييرات البسيطة والتعديلات في النظام اليوميّ. - استغلال العطلات على النحو الأمثل، فالسفر إلى مكان جديد خير وسيلة لتجديد العلاقة الزوجية. - عدم حصر أحد الزوجين نفسه في دائرة الآخر، لأنّ ذلك هو السبب الأساسيّ في حدوث الاكتئاب. - الغض عن صغائر الأمور يساعد على تبسيط الحياة الزوجية. - خلق دائرة من الاهتمامات البسيطة المشتركة بين كليهما مثل مشاهدة التلفاز أو قراءة أحد الكتب. مشدداً على أنّ ظاهرة الخرس الزوجيّ من صنع الأزواج في الأساس، ولم يفرضها أحد ما عليهما، لذا فهما فقط القادران على مواجهة تلك المشكلة إنقاذاً لحياتهما الزوجية.