سعد أبو علي نجوم لقبوا بسفراء للنوايا الحسنة .. فماذا قدموا؟ حمل العديد من المشاهير العرب والأجانب لقب سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة، وهو لقب تشريفي تكليفي تسعى من خلاله الأمم المتحدة للاستعانة بقدرة هؤلاء المشاهير في التأثير على المجتمعات البشرية من أجل إنهاء معاناة ملايين النساء والأطفال والرجال المتأثرين بالنزاعات والكوارث. لقب شائع .. ومأزق الأمم المتحدة المنظمة - الدولية التي أنشئت لإحلال الأمن والسلام في العالم بعد الحرب العالمية الثانية - اعترفت بقدرات المشاهير وبدأت باستخدامهم في الترويج لأعمالها الخيرية منذ زمن بعيد، ومع حلول نهاية ولاية الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان عام 2006 كان هناك أكثر من 400 سفير نوايا حسنة، وازداد عددهم بشكل كبير في الفترة الحالية.  لكن هذا اللقب الذي بات شائعا اليوم أكثر من أي وقت مضى، أوقع المنظمة العالمية (الأمم المتحدة) في العام الماضي في مأزق؛ نظرا لكثرة الأشخاص الذين أخذوا يطلقون على أنفسهم "سفير نوايا حسنة" والجهات التي تمنحهم إياه، ما دفعها للتأكيد على أن اختيار سفراء النوايا الحسنة يتم وفق معايير صارمة جدا وأنه لا يحق لأي جهة أخرى منح الألقاب باسم الامم المتحدة. لذا لا بد من معرفة الهيئات التابعة للأمم المتحدة والتي يمكن أن تمنح لقب "سفير النوايا الحسنة" وهي؛ اليونسكو، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومفوضية شؤون اللاجئين، وصندوق السكان، واليونيسيف، ويونيدو، وصندوق تنمية المرأة، ومنظمة الصحة العالمية. أبرز سفراء النوايا الحسنة من المشاهير مع جل احترامنا للمشاهير العرب الذين تربعوا على عرش هذا اللقب إلا أن العديد منهم لم يتمكنوا من تسجيل موقف يذكرهم التاريخ في ظل الأوضاع المأساوية التي تمر بها العديد من البلدان العربية، مقارنة بنظرائهم الغربيين وأبرزهم الممثلة الأميركية أنجلينا جولي. ومن أبرز العرب الذين منحوا هذا اللقب: الفنانة المصرية صفية العمري ومواطنوها حسين فهمي، عادل امام، محمود ياسين، وخالد ابو النجا، ومن سوريا اختارت الأمم المتحدة كل من دريد لحام، منى واصف، وجمال سليمان، فيما حمل اللقب من لبنان ماجدة الرومي، نانسي عجرم، جورج قرداحي، راغب علامة، ومارسيل خليفة، ومن تونس هندي صبري ولطفي بوشناق، فايز المالكي وسامي الجابر من السعودية، بالإضافة إلى الفنان كاظم الساهر من العراق، ومن فلسطين محمد عساف. سفراء كان لهم من لقبهم نصيب حاول بعض من تقلد لقب "سفير النوايا الحسنة" من المشاهير العرب تقديم ما يمكن كاللبنانية كارول سماحة التي قامت بزيارات عدة للاجئين السوريين في الاردن وجرحى العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، ومواطنتها ماجدة الرومي التي قامت بجولات ميدانية للفت أنظار العالم لقضية تعرّض الإمدادات الغذائية للخطر والاندثار، بالإضافة إلى سفيرة مكافحة الجوع هند صبري التي استغلت شهرتها بشكل ملفت للمساهمة في الحد من الجوع. مشاهير عرب رفضوا اللقب احتجاجًا ولأن الحياة مواقف، كان على المشاهير العرب ممن منحوا هذا اللقب أن يكونوا قدوة في مجتمعاتهم التي تواجه في غالبيتها تحديات كبيرة على المستوى الانساني، لكن منهم من فضل الاستقالة من منصب "سفير النوايا الحسنة" احتجاجا على المواقف الدولية كما حدث في حرب 2006 بدل الاستمرار في تقديم المطلوب، وأبرزهم الفنان السوري دريد لحام ومواطنه جمال سليمان، والفنان المصري حسين فهمي، والفنانة الكويتية سعاد العبد الله. روتانا متواجدة في العام 2011 حمل أربعة من نجوم شركة روتانا للصوتيات والمرئيات لقب "سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة"، وهم حسين الجسمي وفايز السعيد وعبدالله الرويشد واليسا، وكانت مصادفة غير مسبوقة ربما عالمياً حيث تم اختيار اليسا والرويشد سفيرين للنوايا الحسنة لمنظمة "إمسام"، بعد أيام من اختيار السعيد والجسمي الذي تم اختياره سفيرا فوق العادة لذات المنظمة. أنجلينا جولي تعد الممثلة الأميركية من أفضل من مُنح لقب "سفير النوايا الحسنة" حيث قدمت ملايين الدولارات للمؤسسات التي تساعد اللاجئين، وقامت بجولات في مختلف البلدان التي تعاني من أوضاع صعبة كالعراق والصومال وكينيا وأفغانستان. يبقى القول، أن ما قدمه المشاهير العرب الذي منحوا لقب "سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة" لم يكن أكثر من التبرع بريع بعض الحفلات لصالح القضايا الانسانية والجولات المعدودة التي كانت ترافقهم فيها كاميرات الإعلام دون أن يصل الانجاز المطلوب منهم إلى مستوى الطموح.