بعيداً عن النجمتين اللتين اعتزلتا الشاشة نهائياً بسبب الزواج "نورمان أسعد" و"سمر كوكش"، تبرز في الدراما السورية نجمتان من الطراز النادر ابتعدت كل واحدة منهما ثلاثة مواسم عن الشاشة في ظل ظرف جماهيري لكل منهما تحلم به أية ممثلة أخرى. إنهما الممثلتان عبير شمس الدين ورواد عليو، إذ إنهما اختفتا نهائياً عن الشاشة عندما بلغت كل واحدة منهما من الشهرة والنجومية ما وصل كل بيت عربي، وطال انتظار الجمهور وسؤاله عنهما، حتى إن كثيراً من التقارير كانت تقول إنهما اعتزلتا وانضمّتا لقافلة المعتزلات التي أسّستها نورمان أسعد قبل سنوات، حتى عرف السبب فبطل العجب، وتبين أنّ الغياب هو لدواعي الأمومة لدى عبير ورواد اللتين عادتا إلى الجمهور والشاشة والعمل من جديد بعد ولادة كل منهما لطفلها. تقول عبير شمس الدين لـ"روتانا": "إنّ الغياب كان لأسمى سبب وأكبر مبرر، وهو ولادة توأم لي قبل أربع سنوات، ففضلت أن أربّي الولدين لثلاث سنوات على يدي وأبعدهما عن تربية المربيات الغريبات"، مضيفة: "مع نبل السبب واعتزازي بانحيازي للطفلين ميرا وعمر، كنت أشعر بشوق كبير للجمهور وللشاشة وللوقوف أمام الكاميرا، لكن شيئاً كان يدفعني للاستمرار في الغياب، علماً أنني كنت واثقة جداً بعودتي". وحول بلوغها من النجومية العربية ما يمنعها من المخاطرة والغياب لفترة طويلة، خصوصاً أنّ غياب الممثل لموسم واحد يجعل الجمهور ينساه قالت: "كان هذا مؤلماً، لكن ما العمل، هل هناك من سينتقدني لأنني أربي أولادي؟". وتختم: "أما بالنسبة لنسيان الجمهور للممثل في هذا الزمن فهو غير موجود، لأن الشاشات الكثيرة المتخصصة بالدراما، وإعادة عرض المسلسلات القديمة في أكثر من محطة يجعل الممثل أمام أعين الناس على الدوام". من جهتها، اعتبرت النجمة رواد عليو والتي ضربت ضربتها الكبرى في جزأين من المسلسل ذائع الصيت "ضيعة ضايعة"، وأدت فيه شخصية "عفّوفة" بعد تألقها ولو بدور صغير في مسلسل نزار قباني في العام 2005، ابنتها "لور" أهم قضية بالنسبة إليها في الحياة، قائلة: "كان اتفاقي أنا وزوجي أن أبقى مع لور منذ ولادتها وحتى تجاوزها المرحلة الأولى والتي قدرناها بسنتين، فكان الغياب لموسمين ونصف تقريباً"، معبِّرة عن شعورها آنذاك بالشوق للعمل والوقوف أمام الكاميرات، لكنها في الوقت نفسه رأت أن السمو في الأمومة أكبر من أي أمر آخر. وحول خشيتها في وقت ما من نسيان الجمهور لها قالت: "الجمهور لا ينسى وهناك نجمات في العالم العربي غبن لسنوات وعدنَ فيما بعد". وفيما لو أنجبت رواد ثانية قالت: "هذا نقرره بالتشاور بيني وبين زوجي، فقد أغيب، وقد أستمر في العمل، لكني في الغالب سأغيب".