إحدى ملكات الغناء في العالم العربي، بموهبتها المتوهجة التي لم تنطفئ يوماً، إنها قيثارة الغناء العربي نجاة الصغيرة ، التي دخلت مجال الغناء وهي طفلة صغيرة، لتملأ الدنيا بهجة وسعادة وطرباً. قدمت "نجاة" العديد من الأعمال الغنائية والسينمائية التي تحمل بصمتها الخاصة، تلك البصمة التي لا تخطئها إذن ولا عين، بحنجرة ماسية، جعلتها تكتب تاريخها الغنائي بحروف من نور. "لا تكذبي" شهدت أغنية "لا تكذبي" من فيلم الشمع السوداء تألقاً كبيراً لها، فالأغنية التي تحمل روحاً ذكورية، وتتحدث عن قصة خيانة امرأة، عاشت في ضمير الوطن العربي بصوت واحد فقط هو نجاة الصغيرة، رغم أن القصيدة غناها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وأيضا موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب "ملحن الأغنية"، لكن نجاة حولت "لا تكذبي" بصوتها إلى قمة الحقيقة، التي صدقها ملايين من الناس، فانتصرت على الكبيرين معاً. [vod_video id="bm7QlnubXQxPgKUsM4c85w" autoplay="1"] [vod_video id="Pv4GJ0b883Mw70Q7OdBQ" autoplay="1"] لا يمكن ذكر "لا تكذبي" بدون الحديث عن القصة الشهيرة خلف هذه الأغنية التي تكشف حب الشاعر الكبير كامل الشناوي لنجاة، والتي نفتها قيثارة الغناء أكثر من مرة، وتعود القصة إلى عام 1962 عندما رأى الشناوي نجاة برفقة الكاتب يوسف إدريس، فكتب كلماته التي تقطر حزنا على عشقه "لا تكذبي إني رأيتكما معا"، وتغنت بها نجاة في "فيلم الشموع السوداء"، كما أن هذه الأغنية وترت العلاقة بين عبد الحليم، ونجاة، التي اعتبرت غناء العندليب للقصيدة في حفل عام تعدي على حقوقها. نجاة وعبد الوهاب علاقة عبد الوهاب ونجاة الصغيرة تملك ملامح خاصة منذ أن كانت طفلة، فحاول عبد الوهاب منعها من تقديم الحفلات وحرر محضر ضد والدها، لم يكن ذلك تعسفا من موسيقار الأجيال ولكن حبا في صوتها وخوفا على أحبالها الصوتية لأنها كانت صغيرة، وقد يضر ذلك بجمال صوتها، وهذا الأمر الذي فعله معه أمير الشعراء أحمد بيه شوقي عندما حاول منع "عبد الوهاب" من الغناء في صغره تقديراً وحباً في موهبته. وتوطدت علاقتها بموسيقار الأجيال عبد الوهاب، فكانت سببا في غيرة الكثيرات من الفنانات في ذلك الوقت، ولحن لها عبد الوهاب أشهر أغانيها وخصوصاً في الأفلام مثل أغنية "إلا أنت "من فيلم "سبعة أيام في الجنة "عام 1969، وأغنية القريب منك بعيد من فيلم "شاطئ المرح" عام1967 . [vod_video id="9Cy8206YWtXQHbrA5P47rw" autoplay="1"] "الثلاثي المرعب" اكتمل مثلث الرعب بين نجاة وموسيقار الأجيال مع الشاعر نزار قباني، بعد تعاونهم في الستينات وبداية السبعينات، حيث كانت العالم العربي يتطور وتبحث المرأة عن التغيير والخروج من العالم المغلق، فجاءت نجاة لتقول "أيظن" أيظن أني لعبة بيديه؟ أنا لا أفكر في الرجوع إليه، ولكن لا شيء تغير في الواقع"، فتعود نجاة في نهاية القصيدة لتقول بلسان نزار "ورجعت .. ما أحلى الرجوع إليه "! [vod_video id="ba6sKPQjovSJ8ZgSkPI3g" autoplay="1"] وعلق نزار القباني عن تأثير نجاة في شهرة قصائده الكلاسيكية، مشيراً إلى أنه كان يأمل في جذب نحو 15 ألف قارئ لشعره، ولكن عندما غنت نجاة إحدى قصائده جذبت الملايين في العالم العربي، ووصفها بأنها أفضل من غنى قصائده. سحر لا ينضب تعود أغانيها من الماضي بنفس التألق والجمال فتنجح من جديد وتضيف لمن يغنيها، كما رأينا الفنان حسين الجسمي في أغنية "أما براوه"، التي غنتها نجاة في فيلم "ابنتي العزيزة". [vod_video id="ALsPiYWi96fCy9XJwCI4w" autoplay="1"]