مفاجأة جديدة عن "السيلفي".. كيف يؤثر على حالتك المزاجية؟
  • Posted on

مفاجأة جديدة عن "السيلفي".. كيف يؤثر على حالتك المزاجية؟

ظاهرة جديدة اجتاحت العالم بشكل ملحوظ، ولم يكن متوقع أبداً أن تكون هذه الظاهرة هي محور اهتمام الكثيرين، هي ظاهرة التصوير الذاتي أو ما يطلق عليه " السيلفي ". ورغم أنها بدأت كنمط عادي من أنماط التصوير، إلا أنها سرعان ما انتشرت بشكل واسع وملحوظ بين أوساط الشباب، وشكلت هوساً لدى الكثيرين من جميع الأعمار وجميع الفئات، حتى المشاهير في كل المجالات. الأمر الذي جذب العلماء من كل حدب وصوب لدراسة وتحليل هذه الظاهرة بكل أبعادها وتفاصيلها لمعرفة سبب انتشارها السريع وغير المسبوق، فأكدت كل الدراسات أنها ظاهرة لها العديد من الأبعاد ولها مردودها النفسي والاجتماعي، ففي البداية ظن العلماء أن الشخص دائم التصوير على طريقة "السيلفي" بمعدلات غير طبيعية هو شخص نرجسي ويعاني من النرجسية الزائدة. وعلى الجانب الآخر، ظن بعض الأطباء النفسيون أن سبب انتشار هذه الظاهرة هو رغبة الجميع في مواكبة هذه الموضة التي فرضها التطور التكنولوجي، مؤكدين أن الإقبال المستميت على هذه الظاهرة ليس مرض نفسي ولكنه أمر طبيعي، وهذا تسببت في إحداث جدل وبلبلة بين أواسط العلماء والأطباء، ولهذا استمرت سلسلة الأبحاث والدراسات المتضاربة حول انتشار هذه الظاهرة التي شكلت خطر كبير على حياة الأفراد. ولكن ربما لا يزال هناك جانب مشرق من انتشار هذه الظاهرة، وهذا ما حاولت آخر الدراسات التي قام بها بعض الباحثون في جامعة كاليفورنيا في إيرفين أن تثبته، وحدد الباحثون فئة طلاب الجامعات لإجراء عليهم هذه الدراسة، لأنهم أكثر فئة تقبل على هذه الظاهرة وربما تعرض حياتها للخطر من أجل صورة مميزة ومختلفة تقلب موازين مواقع التواصل الاجتماعي. بعد أن تتبع الباحثون 41 طالباً جامعياَ لمدة شهر، مستندين على كل الدراسات السابقة التي دارت حول التأثيرات النفسية لالتقاط السيلفي، توصلوا إلى أن التقاط الصور السيلفي بالهاتف الذكي ومشاركتها مع الجميع يحسن من الحالة المزاجية. وللوصول لهذه النتيجة ابتكر الباحثون طريقة جديدة لمتابعة الحالة المزاجية للطلاب، وهو تطبيق ذكي مخصص على هيئة استبيان، وطلبوا من الطلاب تحميله على أجهزتهم المحمولة ليقوموا بتوثيق حالتهم المزاجية، وقامت بتقسيم الطلاب إلى ثلاثة مجموعات، وكانت تطلب من كل مجموعة طلب معين، فطلبت من المجموعة الأولى أن تلتقط السيلفي بشكل يومي، وطلبت من المجموعة الثانية التقاط صورة يومياً لأي شيء يجعلهم سعداء في الوضع العادي، والمجموعة الأخيرة يُطلب منها التقاط صورة يومياً يظنون أنها تسعد شخصاً آخر، ثم إرسالها إلى هذا الشخص الآخر. وكان الباحثون يتابعون نتائج الاستبيان أسبوعياً، وبعد مرور الثلاث أسابيع قام الباحثون بمقارنة نتائج الاستبيان والتعرف على الحالات المزاجية للطلاب المشاركين، فوجدت أن نسبة كبيرة من المشاركين في المجموعات الثلاثة تحسنت حالتهم المزاجية بشكل ملحوظ، اختلفت الأسباب ولكن في النهاية كانت النتيجة واحدة، فقد شعر المشاركين من المجموعة الأولى أنهم أصبحوا أكثر ثقةً بأنفسهم بعدما بدأوا في التقاط السيلفي، والمجموعة الثانية أصبحوا يقدرون العالم من حولهم، وأما المجموعة الثالثة فقد شعروا بأنهم أكثر ارتباطاً بعائلاتهم وأصدقائهم. وأكدت المسئولة عن هذا البحث العالمة يو تشن، أن البحث أظهرن أن ممارسة التمارين التي يمكن أن تعزز السعادة من خلال التقاط الصور على الهاتف ومشاركتها يمكن أن يؤدي إلى زيادة المشاعر الإيجابية لدى الأشخاص، خاصة أن ثقتهم ازدادت بأنفسهم وأصبحوا أكثر سعادة، ولهذا نصحت الجميع أن يلجأون إلى "السيلفي" عند الشعور بالتوتر والقلق ولتحسين الحالة المزاجية.