مسلسلات فاشلة في مضمونها.. ناجحة في تقنياتها!
  • Posted on

مسلسلات فاشلة في مضمونها.. ناجحة في تقنياتها!

على أبواب ختام الموسم الرمضاني، حيث شهدنا لأكثر من ثلاثة أسابيع منافسة وُصفت بالأضعف خلال السنوات الأخيرة, بسبب ما حملته من أعمال لم يستطع أي منها إقناع النقاد والجمهور على حد سواء باستثناء اثنين أو ثلاثة لم تنجح أيضاً في تصدر قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة, فكان لا بد لنا أن نقف عند بعض تلك الأعمال التي نجحت في أن تكون مقنعة بتقنياتها وتقنياتها فقط!ففي هذا الموسم شهدنا قفزة في التقنيات المستخدمة على الشاشة الفضية, حيث سرحت تلك الأعمال بمخيلتنا قليلاً في ما يخص الصورة, بالرغم من أن المضمون كان غير موفق.يأتي في مقدمة تلك الأعمال مسلسل "ألف ليلة وليلة" والذي تقوم ببطولته نيكول سابا وشريف منير وعدد كبير من النجوم الشباب, وهنا يأخذنا المخرج رؤوف عبدالعزيز إلى فانتازيا خاصة برؤيته الإخراجية التي نجحت برغم بعض الأخطاء القليلة في الصورة التي أساسها (خلفية خضراء) تم تركيب كل تلك المشاهد الخيالية عليها بأحدث التقنيات إلى إقناعنا بشكل كبير, لكن المشكلة كانت في تشتته بين التقنية التي انشغل باستخدامها وحسَه الإخراجي البسيط الآخر الذي غاب في هذا العمل فبدا المضمون ضعيفاً ومملاً.أيضاً "ذاكرة من ورق" الذي تم تصويره بالكامل في "ألمانيا"، حيث تمت الاستعانة بفريق عمل أجنبي من هناك لإدارة التصوير والمساعدة في استخدام هذا النوع من الكاميرات، ليخرج العمل بتلك الصورة الصافية ذات الجودة العالية والجديدة كلياً على الدراما الخليجية, ولكن بخلاف الصورة فلا يوجد ما يستحق التصفيق, لأن السيناريو ورق بلا حبكة أو واقعية, وأداء الممثلين متكلف برغم مجهودهم المضاعف, وكل شيء في هذا العمل ضعيف عدا "صورته".مسلسل "24 قيراط" أيضاً وقع في نفس المطب، وإن كانت وقعته أقل وطأً. فهو عمل ناجح وأبطاله كلهم من الدرجة الأولى، وبالرغم من ذلك ومن نجاحه الجماهيري، إلا أنه في مواقع عديدة بدا ضعيفاً برغم التقنيات الرائعة التي استخدمها مخرجه الليث حجو, حتى إن الثنائي سيرين عبدالنور والعظيم عابد فهد لم يحظيا بالنجاح الذي حظيا به في لعبة الموت بالرغم من أنهما في لعبة الموت كانا "ثنائي الموت"، بينما هما هنا "ثنائي الإنسانية"! وباختصار فالفجوة ليس سببها الممثلون بل الكاتبة ريم حنا والمخرج الليث حجو لأنه من الواضح أنهما كانا منفصلين، فهي كتبت وحدها وهو أخرج وحده ولم يجتمعا في الكواليس أو يتبادلا الآراء ووجهات النظر، وهو ما ينم عن أمرين لا ثالث لهما, إما خلاف غير معلن, أو شعور تسرب لكليهما بالعظمة بعد النجاحات الكبيرة التي حققاها في السنوات السابقة، فلم يعد أي منهما على استعداد للنزول عند رأي الآخر، مما انعكس وبكل بساطة على العمل الذي كان من الممكن أن يكون مرضياً على كافة الأصعدة.