مسؤولية الزوجة بين التسلّط والسيطرة
  • Posted on

مسؤولية الزوجة بين التسلّط والسيطرة

قد يبدو التسلّط أمراً مألوفاً في العديد من مناحي الحياة حتى و إن كان له أثراً سلبياً شديداً ، ولكن عندما يتعلّق الأمر بالزواج فلابد من التوقف ومراجعة النفس، حيث أن تسلّط أحد الطرفين على الآخر يُضعف العلاقة فيما بينهما مما يؤدي إلى إفساد الحياة الزوجية.ويرى بعض علماء النفس أن الأمر الشائع عادة هو وجود العديد من نماذج الزوج المتسلّط ، أما الزوجة المتسلّطة فهي حالة نادرة لكنها تتزايد في الآونة الأخيرة، وقد يرجع ذلك إلى تغيير بعض الظروف الاقتصادية للأسرة، أو حدوث خلل وتبدُّل في طبيعة الأدوار الاجتماعية ووجود نوع من التداخل في طبيعة المسؤوليات الأسرية الخاصة بكل من الزوج والزوجة.وترى" س.م - زوجة وربة منزل" أنه إذا اقتصر مفهوم التسلّط على محاولة فرض الزوجة لرأيها في المنزل، وتعمّد تصريف شؤون الأسرة على النحو الذي تراه مناسباً فهذا لا يبدو نوعاً من السيطرة، لأن الأزواج عادة ما يتنصلون من مسؤوليات الأبناء فلابد أن تكون الزوجات في تلك الحالة قادرات على تعويض النقص .ويختلف معها نسبياً" مصطفى السيد - محاسب بأحد البنوك" قائلاً إن العلاقة الزوجية الناجحة قائمة على توازن القوى ، ومحاولة فرض أحد الطرفين سيطرته على الآخر تؤدي إلى حدوث الخلل في الأسرة، فالقرارات المتعلّقة بشتى أمور الحياة لابد أن تكون نابعةً من تشاور الطرفين واتفاقهما بشأنها، لأن سياسة القطب الأوحد غالباً ما تؤدي إلى الفشل.وتُعلّق على ذلك " الدكتورة سهام الأرقم – الاستشاري الأسري والنفسي " قائلة بأن إصدار الحكم على الزوجة بأنها إنسانة مسيطرة على زوجها ليس أمراً مطلقاً، فالمرأة الواثقة من نفسها والقادرة على صُنع القرار وإدارة شؤون الأسرة إنسانة قوية قادرة على الاعتماد على النفس وتتمتع بالحكمة وحُسن التصرف.أما إذا كانت تحاول دائماً فرض رأيها عبثاً والتدخل في الشؤون الدقيقة الخاصة بزوجها وأبنائها مستخدمة سياسة الصوت العالي ، فهنا يمكن وصفها حقاً بالمتسلّطة" .وتؤكد الأرقم أن هناك عدة عوامل تدفع المرأة للتصرف على مثل هذا النحو كشعورها بالنقص أو أنها تعاني من بعض التجارب السابقة ، وقد يكون الزوج هو السبب الرئيسي في ذلك بأن سمح لها أن تكون قائد السفينة بدلاً منه لانشغاله أو لثقته في عقليتها، وفي هذه الحالة هناك بعض النصائح التي يجب على الزوج الالتزام بها من أجل دفع عجلة الحياة الزوجية في الاتجاه الصحيح ودون أن يؤثّر ذلك سلباً على الأبناء هي:- لابد أن يكون الزوج مستمعاً جيداً لزوجته، ويسمح لها بالتعبير بحرية عما بداخلها.- غض الطرف عن صغائر الأمور، وتفادي التركيز على الأمور السلبية والتصرفات الخاطئة الصادرة عن الزوجة، وفي الوقت ذاته فمن الأفضل إلقاء الضوء على الجوانب الإيجابية حتى تشعر بالثقة في النفس.- إلقاء المسؤوليات جميعها على الزوجة قد يدفعها للانفجار، لذا يجب على الزوج تقدير زوجته وأن يقوم بالمهام المسندة إليه كأب وزوج على أكمل وجه.