مريم مطلق .. أردنية تتحدى تقاليد مجتمعها وتعمل بالسمكرة
  • Posted on

مريم مطلق .. أردنية تتحدى تقاليد مجتمعها وتعمل بالسمكرة

مريم مطلق ، سيدة أردنية، تبلغ من العمر 41 عاما، وتقطن بمدينة الزرقاء، تحولت من أم وربة منزل، إلى حاصلة على ترخيص للعمل في مجال السمكرة، حيث تدربت هي وزميلاتها والبالغ عددهم 29 سيدة على أعمال السمكرة، وذلك لمدة 18 شهرا. ووقفت "مطلق" في حفل تخرجها تعلن أمام الجميع عن تخطيطها لفتح متجر لأعمال السباكة، تبيع به المواسير وقطع الغيار الأخرى، وتسعى لتسميته challenge ""، أو التحدي، ولعل هذا الاسم إشارة لطريق الصعاب الذي اختارت أن تسلكه، في هذا المجتمع المتحفظ. "سوف نحطم العقبات التي تواجهنا والتي ترى أن النساء لا يستطعن القيام بأي عمل، هناك أيضا عقبة المخاوف التي بداخلنا والتي لابد من التخلص منها" ، هذا ما قالته "مطلق" ، لوكالة " أسوشيتد برس ". بالرغم من تشدد المجتمع بالزرقاء، والتي أصبحت أرضا خصبة لانتشار آراء المتشددين، التي لا تمنح المرأة الحق في الانضمام إلى القوى العاملة، ولا تراها سوى في الوظائف التقليدية، نجد سمير زوج "مطلق "، والذي يعمل بمتجر للورود، يريد أن يكون لزوجته حياتها الخاصة خارج المنزل، ويرى أن فكرتها تستحق التجربة، وخاصة بعد كبر أبنائهما، حيث يمكن لدخل "مطلق" أن يعين الأسرة التي تعاني شهرا بعد شهر.  وبالرغم من تشجيع الزوج لزوجته، نجد أن أبنائها الأربعة غير متحمسين لذلك، فسامي البالغ من العمر 19 عاما يخشى ثرثرة الجيران، بينما توسلت لارا 12 عاما لوالدتها لتنزع رداء السمكرة الأخضر خلال اجتماع أولياء الأمور مع المعلمين بالمدرسة، لأنها تشعر بالإحراج، ولكن الأم ظلت ترتديه لتوضح لابنتها أنها تشعر بالفخر. حضر أبناء مطلق حفل تخرجها، ليساعدونها بعد انتهاء الاحتفالية في نقل الجائزة الكبرى إلى السيارة، حيث حصلت على حقيبة أدوات السمكرة الاحترافية المؤلفة من 40 قطعة، لتصبح تلك الحقيبة بعد أسبوعين شيء أساسي على المائدة بغرفة المعيشة. في اليوم الأول لعملها ذهبت لمدرسة طفلتها لارا ، لتذهب ابنتها إليها وتحتضنها أثناء فترة الاستراحة ،حيث أن الفتاة التي كانت تخجل من والدتها ، أصبحت تحب كل ما يتعلق بعمل والدتها، وتريد بالمستقبل أن تعمل معها بالمتجر وتحصل منها على راتب . يشيد رئيس "مطلق " بالعمل بها، وبالرغم من ذلك إلا أنها لا تزال تواجه الكثير من الانتقادات، فأخبرها شقيقها خلال تجمع للعائلة أنه لا ينبغي أن تعمل في مجال السمكرة، إضافة لمعارضة جيرانها لها . تشعر مريم مطلق والتي تخاف أن ينتهي بها الحال بالبقاء بالمنزل، بالقلق، حيث أن المقاولين يفضلون توظيف الرجال، ولذا فهي ترى أن أملها الوحيد هو الحصول على منحة، فهي تحتاج 4000 دينار على الأقل لافتتاح متجرها الخاص، والذي ترى أنه هو الخيار الوحيد لها. مرّ شهرين على تخرج "مطلق"، لتتفاجأ بدعوتها لاجتماع يضم أعضاء الدورة التدريبية التي التحقت بها، حيث توقعت أن تحصل على منحة، ولكن للأسف لم يحدث ذلك، مما أصابها بالاكتئاب، حيث شعرت أن حلمها تحطم. فكرت في ترك مجال السمكرة وبيع حقيبة العدة، ولكنها بعد بقائها شهرا بالمنزل استعادت عزيمتها، وتقدمت للحصول على منحة، من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وتنتظر ردهم عليها، ولكنها لم تقف مكتوفة الأيدي في فترة انتظارها، حيث بدأت بتأجير بعض أدواتها، وإجراء بعض أعمال السمكرة البسيطة. تقول "مريم مطلق" إن تدريبها على السمكرة كانت فرصة العمر، والتي غيرت نظرتها للحياة، ولنفسها أيضا، وأصبحت تأمل أن تشجع النساء الأخريات على الخروج من المنزل، والقضاء على ما تسميه ثقافة الخزي والعار، وبالرغم من أنها حتى الأن لم تفتتح متجرها، إلا أنها تقول إن رحلتها تستحق العناء.