مذهب جديد لـ الزواج يستبدل المأذون بـ«سكايب».. قصص حب «وايرليس» فرضتها الحرب السورية
  • Posted on

مذهب جديد لـ الزواج يستبدل المأذون بـ«سكايب».. قصص حب «وايرليس» فرضتها الحرب السورية

لم يتوقع مؤسسا موقع "سكايب"، السويدي نيكلاس زينشتروم والدنماركي يانوس فريس، أن هذه التطبيق سيصبح يومًا من الأيام وسيلةً للزواج عن بعد، فبعد أن اتخذ الكثير من الشباب السوريين الهجرة كحل للهروب من الحرب الدائرة في بلدهم، لم يجدوا وسيلة للتواصل إلا عبر تطبيق "سكايب". وهذا ما روته إحدى الفتيات السوريات وتدعى "ج.ش" من مدينة دير الزور، التي تزوجت بهذه الطريقة، لأن زوجها مقيم في تركيا، بينما هي في دمشق. تقول "ج.ش": "تعرفنا على بعض لمدة شهر عن طريق "فيسبوك"، ثم فاتحني بموضوع الارتباط، فأعطيته رقم أمي لأن والدي محاصر في دير الزور، وبعد موافقة أهلي تمت الخطبة، وبعد مرور أسبوع من الخطبة، عقد قراننا شيخ عن طريق الإنترنت، فكان هو حاضرًا على الخط مع الشيخ، وأنا كان وكيلي خالي بالإضافة إلى الشهود". وتتابع "ج.ش" التي تبلغ 28 عامًا، أنها عانت كثيرًا وهي تبحث عن شيخ يقبل بعقد القران عن طريق الإنترنت، إلى أن وجدت شيخًا قام بتزويج بناته بهذه الطريقة، مؤكدًا لها أن هذا الزواج حلال شرعًا طالما أن جميع الأفراد المعنيين متواجدون. الشرعية القانونية لزواج السكايب! وحول شرعية هذا الزواج، أكد القاضي الشرعي الأول في سوريا محمود معراوي أن حالات الزواج عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولاسيما سكايب ازدادت في الآونة الأخيرة، مشيرا إلى أن نسبة عقود الزواج التي تتم عبر الوكالات وصلت إلى 50% من مجمل العقود التي تعقد في المحكمة الشرعية. وبيّن "معراوي" أن القانون أجاز الزواج بالمراسلة الخطية، ومن باب أولى الزواج عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي الصوتية - المرئية، بوجود شاهدين يعرفان هذا الخطيب بحضورهما وحضور الخطيبة ووليّها وفي هذه الحالة يكون العقد صحيحًا. وكان لفرض الفيزا على السوريين من قبل الحكومة التركية وقع سيئ على "ج.ش" إذ إنها لم تستطع السفر لزوجها، الأمر الذي أدى إلى تفاقم المشاكل وانتهاء العلاقة بالطلاق. خلاف يومي لا يمكن إنكار حقيقة واضحة أننا أصبحنا مدمنين للتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعية، هذه المواقع التي سهلت الحياة بشكل كبير، وجعلت التواصل أشبه بالواقع، بل وأحيانا بديلاً عنه، إلا أنه يبقى واقعًا افتراضيًا، وهنا تكمن المشكلة إذ تقول "د.ج" التي اضطر خطيبها للسفر إلى مصر لمتابعة دراسته: "بعد سفره بفترة قصيرة كانت الأمور جيدة، إلا أن الخلافات بعد فترة أصبحت يومية، قد ينشأ الخلاف من خوفه من المستقبل في حال تعثره أو لأنه يخاف عليّ من وضع الحرب في سوريا، وأحياناً بسبب انشغاله عني بعمله، فقد يمر ساعات دون أن يكلمني وهو ما يثير جنوني". وتتابع "د. ج" التي تربطها علاقة بخطيبها منذ قرابة عامين، أن الفراغ عند أحد الطرفين يكون سببًا من أسباب المشكلة، فأحيانًا تكون مشغولة بينما هو في وقت فراغه، والعكس أيضًا، منوهة إلى أن التواصل عبر الإنترنت يختلف تمامًا عن الاتصال المباشر وجهًا لوجه، فالمحادثة على "الفيسبوك" أو "واتساب" لا تنقل ردة الفعل الحقيقية أو الإحساس كما هو، إذ أن كلمة واحدة عادية يقولها كفيلة أن تخلق مشكلة، في حين أنه لو كان يقولها وجها لوجه، فأنا على يقين أنني لن أتأثر". وتختم "د.ج" حديثها بالقول: "يمكنني أن ألخص سبب هذه المشاكل بكلمة واحدة، وهي الشوق، إننا نشتاق لبعض ولكننا لا نرى بعض وهذا كفيل بخلق هذا الخلاف اليومي". أقرأ أيضاً .. «فيسبا».. بساط سحري للهروب من زحام القاهرة لا يناسب الأوزان الثقيلة "تجربة مصورة" رغم الاشتياق.. المحادثات مملة وروتينية "لم أكن أتخيل قط أنني سأشعر بالملل عندما أتكلم مع خطيبتي فأنا أحبها كثيرًا، إلا أن البعد وانعدام اللقاء، جعل الحديث روتينيًا ومملاً لدرجة كبيرة"، هذا ما قاله "ع.ف" بعد سفره من سوريا إلى لبنان منذ ثلاثة أشهر، متابعًا: "الأيام الأولى كانت جيدة وكلها حب وأمل بمستقبل جيد، ولكن ما هي إلا أيام قليلة حتى بدأت المشاكل تظهر من كل حدب وصوب، لدرجة أصبحنا فيها نتجنب الحديث مع بعضنا". ويضيف "ع.ف" البالغ من العمر 24 عامًا، أنه عاش قصة حب قوية مع خطيبته، وأنهما مرتبطان منذ عام، لكنه لم يكن يتوقع أن البعد كفيل بخلق مشاكل كبيرة، تصل أحيانًا إلى التهديد بالانفصال، إذ إنه أصبح يراها "أون لاين" لكنه لا يكلمها تجنبًا لمشكلة، ولأنه لا يملك ما يقوله فعلاً، فالأحاديث روتينية ومكررة، وحتى إن الغزل أصبح مفتعلاً لا يحمل أي مشاعر. وأنهى "ع.ف" حديثه بالقول: "إن مواقع التواصل الاجتماعي جاءت لتكمل العلاقة، ولكن أن تبنى عليها العلاقة بأكملها فهذه مشكلة، ومهما حاولنا أن نكون مثلما كنا في سوريا لا نستطيع، لأن الكلمة المكتوبة خالية من الإحساس وقد يساء فهمها، فكثير من الأحيان كنت أمازح خطيبتي على الإنترنت إلا أن الموضوع انتهى بمشكلة، ولكن لا حول ولا قوة لنا كل ما علينا هو فقط الصبر من أجل أن نلتقي من جديد". وهنا يصل العشاق إلى مرحلة يتبادلون أطراف الحديث مع بعضهم بواسطة "ماسنجر" ويجرون المكالمات المرئية عبر "الواتساب" ويشاركون أغنيات "يوتيوب" على الموقع الأزرق "فيسبوك" ليعبروا عن انفعالاتهم العاطفية بالإضافة إلى الكثير من "الإيموشنات" المعبرة عن الحب، وتبادل عبارات الصبر والدعاء بلقاء قريب، فهو أمر سهل لا يتطلب جهدًا كبيرًا يتمثل بالكتابة على لوحة مفاتيح لا تنقل مشاعر ولا أحاسيس. كما أن اختلاق المشكلات ليس بالأمر الصعب، فيبدأ أحد الطرفين بهجر المحادثة، ثم تتطور المشكلة أكثر ويكون "الديليت" حاضراً، إلى أن يصل الخلاف إلى ذروته ويصبح "البلوك" أمرًا ضروريًا، لنجد أن هذه الحب الذي يعيشه السوريون وغيرهم ممن يتواصل عن بعد، هو حب مثل حبة مسكن لآلام الغربة والبعد، حب خال من أي حميمية فلا لمسة يد ولا نظرة عين، لا أحاسيس فيه ولا مشاعر، إنه مجرّد حب "وايرليس"!. قد يعجبك أيضاً .. د. محمد شحرور: العقد والميثاق من ضروريات الزواج [vod_video id="UTwTKKwXleZc1t7GCK6jig" autoplay="1"] المصدر :- عبيدة فخر الدين - روتانا