محمد هنيدي.. كوميديان اقتحم أسوار الجامعة الأمريكية عبر مدارس الكبار
  • Posted on

محمد هنيدي.. كوميديان اقتحم أسوار الجامعة الأمريكية عبر مدارس الكبار

لا يخلو كلامك مع الآخرين إلا ويتضمن نكتة أو جملة شهيرة للنجم الكوميدي محمد هنيدي، والذي يعد واحدا من أهم نجوم الكوميديا في السينما العربية، وينتمي لجيل أعطى قبلة الحياة للسينما المصرية، وأعاد لها شعبيتها بين الجمهور. وحقق "هنيدي" عبر فيلمه "إسماعيلية رايح جاي" نجاحا كبيرا، واعتبره البعض الفيلم الذي قلب موازين السينما المصرية في نهاية التسعينات، ثم جاء فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية" ليضع هنيدي بين نجوم الصف الأول، ويبدأ عصر جديد في السينما هو عصر الكوميديا وجيل الشباب. ولكن قبل أن يصل محمد هنيدي إلى الشهرة، مر بمرحلة البحث عن النجومية والأدوار الصغيرة التي فتحت له بابا سحريا، أدخله بالصدفة إلى عالم الكبار، فكيف كانت تجربه هنيدي قبل الشهرة، وتمثيله أمام 5 من كبار صناع السينما في العالم العربي؟ المخرج العالمي يوسف شاهين  أول اسم بدأ معه محمد هنيدي مشواره الفني هو المخرج الكبير يوسف شاهين عندما كان هنيدي يشارك في مسرحية "المجانين" خلال مسرح الجامعة، وبسبب نجاح العرض، حضره المخرج يوسف شاهين واتفق مع عدد كبير من الفرقة على العمل بها ومنهم محمد هنيدي. وجاءت فرصة هنيدي الذهبية عام 1990 ليتعاون مع المخرج في فيلم يوثق جزءا من حياة شاهين، وهو فيلم "إسكندرية كمان وكمان"، ويأخذ هنيدي دور يجمعه مع يوسف شاهين في الفيلم، وقدم هنيدي عدة مشاهد مع شاهين بأكثر من أداء، لأن الفيلم مثل معظم أفلام العبقري شاهين يجسد حالتين، عالم الواقع وعالم الفانتازيا، وفي العالمين وقف هنيدي أمام الأستاذ ليشارك في واحد من أهم أفلام أوائل التسعينات. [vod_video id="TUZ7B98BxqQuakGUQJxndA" autoplay="1"] وأكد محمد هنيدي في لقائه التلفزيوني مع الفنان أشرف عبد الباقي في برنامج "عيش الليلة" المذاع على إحدى القنوات المصرية، أن بعد مشاركته في فيلم "إسكندرية كمان وكمان" بدأت علاقة الصداقة بينه وبين يوسف شاهين، وخلال حفل عشاء لشاهين مع طاقم العمل بالفيلم، سأل هنيدي المخرج الكبير يوسف شاهين عن رأيه في أدائه بصراحة فرد شاهين قائلا: "أنت إن شاء الله هتبقى كويس أوي، بس متبقاش بياع لبن.. اعقل"، وطلب منه أن يهدأ ويتروى في الاختيار إذا عرض عليه عدة أعمال وقدم له العديد من النصائح وبعد نجاح هنيدي قال له الأستاذ "فاكر ما قلته لك". الملك فريد شوقي الاسم الثاني الذي تعامل معه هنيدي هو فريد شوقي خلال واحد من أنجح المسلسلات الدراما المصرية وهو "البخيل وأنا"، وقدم هنيدي شخصية "عطا" الفتى العاشق لكرة القدم، ويتبع كابتن لطفي الذي جسده الراحل وائل نور نجل وحش الشاشة فريد شوقي في المسلسل، وقدم وائل وهنيدي ثنائيا كوميديا ناجحا بكل المقاييس، وأصبح هنيدي ضيفا مرحبا به يوميا على الشاشة الصغيرة في كل البيوت المصرية. [vod_video id="a5UW74Ssom73nnYJcfuT3Q" autoplay="0"] وروى هنيدي في لقائه مع أشرف عبد الباقي كيف بدأت قصته مع مسلسل "البخيل وأنا"، حيث كان المخرج علي إدريس معه في المعهد، وفي نفس الوقت كان يعمل مساعد مخرج في المسلسل، وأخبر هنيدي أنه يوجد بالعمل شخصية مناسبة له تماما، لكن للأسف تم اختيار ممثل آخر. ولكن تدخل الحظ مرة أخرى في حياة هنيدي ليفسح له الطريق ليقف أمام الملك فريد شوقي، وبعد يومين عاد إدريس ليبلغ هنيدي أن فريد شوقي لم يوافق على الممثل، وتم ترشيح هنيدي للدور، وقال عن ذلك إنه لم ينم تلك الليلة وحفظ الدور كاملا. وأكمل هنيدي أن ما طمأنه وجعله يشعر بالهدوء هو ابتسامة فريد شوقي عندما شاهده يدخل المكتب، وتمكن هنيدي من الأداء وحاز على إعجاب المخرج وفريد شوقي حتى أن بعض المشاهد التي لم يكن لهنيدي دور فيها كان المخرج حسين عمارة يطلبه للظهور بالمشهد. [vod_video id="rcTwXhGPw5sHIUv3PNbNKQ" autoplay="0"] سيدة الشاشة فاتن حمامة عام 1988 قرر خيري بشارة مع سيدة شاشة فاتن حمامة تقديم فيلم ينتمي لتيار الواقعية الجديدة، فجسدت فاتن حمامة دور عائشة الأرملة والأم في فيلم "يوم حلو ويوم مر" وأثناء الأحداث يحتاج برنامج تلفزيوني إلى لقاء مع عائلة مصرية، فينسق أحد أعضاء فريق الإنتاج الذي جسده هنيدي مع عائلة عائشة، وهنا يلتقي هنيدي مع سيدة فاتن حمامة وجها لوجه لثوان معدودة على الشاشة، لكنها بالنسبة لفنان في أول محطاته الفنية هي بمثابة ثوان ذهبية. الزعيم عادل إمام ساهم عادل إمام في تقديم العديد من الوجوه السينمائية الشابة خلال أفلامه، والذين أصبحوا فيما بعد نجوما منهم أشرف عبد الباقي ومحمد هنيدي وأحمد أدم وعلاء ولي الدين، ونستطيع القول بأن هنيدي هو الأول على أقرانه في مدرسة عادل إمام الكوميدية، إذا  تخطينا  الراحل علاء ولي الدين، حيث أصبح هنيدي نجما كوميديا من الطراز الأول، وشارك هنيدي الزعيم في عدة أعمال منها "بخيت وعديلة"، و"المنسي" يجمعه مع عادل إمام واحد من أشهر مشاهد السينما، والذي تحول إلى إيفيه شهير ينتقد أحوال السينما "الفيلم ده قصة ولا مناظر؟" وتحدث هنيدي منذ عدة سنوات عن الزعيم بعد نجاح فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، وقال هنيدي لجريدة الحياة إن عادل إمام هو أستاذه وصاحب الفضل في تقديمه للناس، وأنه تعلم من العمل معه. أحمد زكي واحدة من أهم محطات هنيدي هي مشاركته في رائعة عاطف الطيب وأحمد زكي في فيلم "الهروب" عام 1991، وظهر محمد هنيدي في دور تراجيدي لأول وآخر مرة في السينما، ولكن مازالت هذه المشاهد القليلة موجودة في ذاكرة جمهوره. وبعد مرور سنوات علق هنيدي بخفة ظله على مشاركته في الفيلم عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وكتب ساخرا من صورته بالجلباب الصعيدي ونظراته: "شكلي كنت هبوظ الفيلم"، وكان الفيلم يدور حول قضية هروب أحمد زكي وثأره من زوجته التي تورطت مع سيدة سيئة السمعة، وانتقامه ممن دمروا حياته، ومساعدة أهل الصعيد له حتى يثأر لشرفه، وكان أحدهم هو محمد هنيدي. يتم النجم محمد هنيدي اليوم 52 عاما، ومازال كما وصف نفسه عبر تويتر " مابيكبرش"، وهو بالفعل سيظل في أعين جمهوره كما طل عليهم في فيلمه الأول كبطل ونجم شباك، خلف الدهشوري خلف الذي اقتحم الجامعة الأمريكية، وفتح أبواب السينما أمام جيل من الشباب.