متى يكون نشاط الأطفال مقلقاً؟
  • Posted on

متى يكون نشاط الأطفال مقلقاً؟

يثير النشاط الزائد عند الأطفال قلقاً بالغاً لدى كثير من الآباء والأمهات، وسرعان ما يعتقدون أن أي حركة زائدة أو نشاط يقوم به الطفل هو إفراط في الحركة، فيقومون بتقييد حركته وحريته، ومطالبته بكلمات آمرة وناهية.حول هذا الموضوع يحدثنا الدكتور أحمد عبدالله أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة الزقازيق: "يوجد لدى كثير من الناس وسواسٌ يسمى "فرط الحركة"، إذ يخلطون ما بين "الإفراط في الحركة" و"تشتت الانتباه" وهو مرض ناتج من اضطراب في السلوك سببه بيولوجي، يعاني منه نسبة قليلة من الأطفال، وهنا يتسم الطفل بالحركة الزائدة والقلق المتواصل، إضافة إلى عدم القدرة على التركيز لفترة طويلة، ما يسبب له في معظم الأحيان مشكلات في الدراسة، وفي هذه الحالة يخضع الطفل للعلاج، ويتلقى والداه دورات تدريبية في كيفية التعامل معه".وسواس فرط الحركةحركة عاديةويضيف الدكتور عبدالله أن النشاط الحركي بين البشر يختلف من شخص لآخر؛ فهناك أناس لديهم نشاط مرتفع وآخرون لديهم نشاط منخفض، موضحاً أن الحركة الزائدة، والتهور، وعدم الإصغاء، صفات تنطبق على معظم الأطفال خلال فترات معينة في سن الطفولة، أما إذا تخطى الأمر الفترات المحددة، وبات طبع الحياة اليومية للطفل، فمعنى ذلك أنه يعاني مما يعرف بـ"الإفراط في النشاط".المنزل المتهم الأولويطالب الدكتور عبدالله بإعطاء الطفل فرصة ومساحة للحركة كي يلعب بحريته، فالتعليم يكون عبر الحركة وليس بمنعها، لافتاً إلى أن غالبية الأطفال حريته في الحركة ليست كافية نظراً لضيق مساحات المنازل، مستنكراً ما يقوم به الكثيرون من منع أطفالهم وحرمانهم من الحركة واللعب، ما يضره ويشوه شخصيته، خاصة أن المنزل هو المتنفس الوحيد أمام الطفل للعب.اللعب التعليميويتابع الدكتور عبدالله قائلاً: "من الممكن أن نلعب مع أطفالنا فى المنزل لعباً تعليمياً يكسبه العلم"، وينصح باتباع طريقة "سونت سوري" التي تعتمد على الحركة واللعب، وتوجد بعض الحضانات التي تعمل بهذه الطريقة، مشيراً إلى أن الغالبية الساحقة من الأطفال ذوي النشاط الزائد للأسف يجهل آباؤهم وأمهاتهم ومدرسوهم كيفية التعامل معهم.