متعة التسوّق.. سعادة مؤقّتة يعقبها الندم
  • Posted on

متعة التسوّق.. سعادة مؤقّتة يعقبها الندم

التسوّق متعة لا خلاف عليها، ولكن الأمر قد يتجاوز مرحلة المتعة ليصل إلى الإدمان لدى بعض النساء، فالتجوّل في الأسواق ومشاهدة السلع المختلفة والتردد على المحال التجارية قد يشبع رغبة الإنسان في التغيير وتحسين الحالة المزاجية، وقد يكون وسيلة لتضييع الوقت، لذا فإن حب النساء للتسوّق قد يرجع في الأساس إلى طبيعة الحياة النمطية التي تعيشها معظم النساء خاصة في البلدان العربية.وتؤكد بعض الدراسات النفسية أن إدمان التسوّق هو عبارة عن حالة من الاضطراب في السيطرة على الاندفاع، حيث يقبل الشخص بشراهة على التسوّق والشراء وربما قد يشتري بعض الأغراض غير الضرورية على الإطلاق.وأشارت إحدى الإحصاءات إلى أن أكثر من 50% من النساء اللاتي لديهن هوس التسوّق يقصدن المراكز التجارية ولا يشترين احتياجاتهن الأساسية.تبتسم ايمان محمد - ربة منزل،معلّقة على ذلك قائلة: أحياناً لا أستطيع أن أقاوم رغباتي الشرائية حقاً، وقد أظل لساعات أتجوّل بين المحلات بدون هدف محدد، ولكن كل ما أستطيع قوله إنني أشعر بالسعادة فقط آنذاك.بينما يرى أحمد مدحت - مهندس معماري، أن الموضوع ليس عبثاً بل لابد من تنظيم الأمر، وعلى كل زوج أن يحمل زوجته على التحكم في النفقات؛ حتى لا تفسد ميزانية الأسرة.ويعلّق على ذلك د.أحمد جمال الدين - استشاري الطب النفسي قائلاً إن إدمان التسوّق مثل أي نوع من أنواع الإدمان الأخرى، أي أنه ظاهرة نفسية لابد من رصدها للوقوف على أسبابها والبحث عن طرق العلاج، وهي أكثر انتشاراً بين صفوف النساء بالمقارنة بالرجال.وأوضح جمال الدين أن هناك أسباباً لتلك الظاهرة قد تدفع النساء إلى الإقبال على التسوّق بصورة تفوق المعتاد مثل:- الاكتئاب والشعور بالمللحيث يكون التسوّق في تلك الحالة وسيلة ينفِّس بها الإنسان عن غضبه أو حزنه، فالشعور بالملل والرتابة يدفع الإنسان للرغبة في التغيير، لذا فإن المرأة تذهب إلى الأسواق ليس فقط من أجل شراء متطلباتها ولكن ربما لمقابلة الأصدقاء والتغيير من حالتها المزاجية.- الرغبة القهريةعندما نتحدث عن إدمان التسوّق، فإن الرغبة الشرائية هنا تكون عبارة عن رغبة قهرية تحقق الشعور المؤقت بالسعادة والمتعة التي يعقبه شعور بالندم.- المشاكل العائليةمن أهم الأسباب التي قد تدفع النساء للركض وراء الشراء هو الرغبة في الهروب من الأمر الواقع، فإذا كان جو الأسرة معبّأ بالمشكلات الزوجية مثلاً فإنها تسعى تلقائياً لتحسين حالتها المزاجية من خلال الشراء.- الشعور بالتخبطقد تؤدي الضغوط النفسية إلى شعور الإنسان بالتشتت والتخبط؛ مما قد يخلق لديه أحياناً الرغبة الشرائية المفرطة، حتى وإن اضطر إلى الاقتراض لتلبية رغباته.ويستأنف جمال الدين موضحاً بعض النصائح من أجل التصدي لتلك الظاهرة وتشمل:- لا تذهبي إلى التسوّق بمفردكيفضّل ألا يذهب الشخص الذي يعاني من إدمان التسوّق إلى المحلات التجارية بمفرده، فإن مرافقة أحد أفراد الأسرة له مثلاً قد تحمله على الانتباه إلى نفقاته، فهناك من ينصحه ويرشده عن مدى أهمية شراء شيء ما من عدمه.- وضع خطة زمنية للتسوّق إن اختيار الوقت المناسب وتخصيص أيام بعينها خلال الأسبوع من أجل القيام بالتسوّق، والاعتياد على ذلك – وهذا هو الجزء الأهم- يساعد تدريجياً على مقاومة الرغبة الشرائية العشوائية.- لا داعي للبطاقات الائتمانيةبعض الناس يمتلكون أكثر من بطاقة ائتمانية واحدة، نظراً للعروض السخية الخادعة التي تقدّمها بعض البنوك لكثير من العملاء، لذا فمن الأفضل تخصيص بطاقة واحدة فقط واستخدامها وقت الحاجة الملحة أو الظروف الطارئة.- بدائل عديدةإذا شعر الزوج بوجود الرغبة الشرائية المفرطة لدى زوجته نتيجة سوء الحالة المزاجية مثلاً، فعليه أن يتدخل ويساعدها في التخلص من ذلك؛ من خلال القيام برحلة ما سوياً، مثل الذهاب لزيارة الأصدقاء، ولا مانع من اصطحابها للتسوّق أيضاً، ولكن مع الترشيد والتوجيه.