"مبتعثات" دراما سعودية تناقش مشاكل الفتيات المغتربات
  • Posted on

"مبتعثات" دراما سعودية تناقش مشاكل الفتيات المغتربات

فاجئنا الموقع الرسمي لجريدة " التايم " العالمية أمس الأربعاء بنشر مقال مطوّل عن المسلسل السعودي " مبتعثات " من إنتاج شركة روتانا والذي عرض حصرياً على فضائية روتانا خليجية في شهر رمضان الماضي ،سنعرض لكم جزءاً يسيراً منه حيث بدأ المقال بـ :"بالنظرة الأولى على المسلسل السعودي الجديد "مبتعثات"، الذي يحكي قصة أربع فتيات تختلف شخصياتهن عن بعض قليلاً الأولى سلمى فتاة جادة وتشبه في تعاملها الرجال ، شعرها قصير وتضع أحمر شفاه، رغدة تخطو خطوات واثقة ولها شعر الأميرات، وسارة المشاكسة التي ترتدي دائماً ألواناً زاهية، وعليا الفتاة الحذرة دائماً التي ترتدي النقاب، ولديهن شيء مشترك أنهن جميعاً حصلن علي تأشيرة السفر إلى الولايات المتحدة للدراسة في فيلا دلفيا .والشخصيات من واقع الحياة السعودية، والتي تمثّل الاختلافات في أسلوب الحياة وأنماطها، والاختلافات المزاجية، فالفتيات السعوديات لديهن الصفات التي تميزهن، سلمى من الساحل الغربي المتحرر، رغدة من العاصمة، سارة من الساحل الشرقي المعتدل، أما عليا فهي في الأصل من القصيم والتي تعد بيئة محافظة.واستطرد المقال حاكياً تفاصيل من أحداث المسلسل قائلاً :يتطرق المسلسل إلى كيفية تكيف الأربع فتيات مع الحضارة الغربية وتأقلمهن، مع الحفاظ على عاداتهن وتقاليدهن الشرقية، فينخرطن في دروس اللغة الإنجليزية، يعيشن باستقلالية داخل شقة ، ويتعلمن قيادة السيارات، إنهن باختصار أصبحن يملكن حق تقرير المصير في حياتهن للمرة الأولى.وخلال الثلاثين حلقة، نتتبع صداقتهن وكيف يمكن مقارنتها ببعض علاقات البنات الأخريات، إنه نفس الشكل القديم الذي يوضّح اختلافات في شخصيات البنات بداية من الشخصية القوية، وحبها للمغامرات، ولكننا هذه المرة أمام فتيات بلهجة سعودية.عُرض المسلسل يومياً في السعودية على فضائية روتانا خليجية بدأ من يوم 17 يونيو الماضي الموافق أول شهر رمضان، ليستمر طوال الشهر الكريم، وحقّق معدل مشاهدة عال خلال شهر رمضان.والعمل من إخراج النجمة السعودية المرشحة لجائزة الأوسكار هيفاء المنصور، ومن تأليف شقيقتها نورا، وإنتاج روتانا خليجية، المملوكة للملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال.كل عائلة من عائلات الفتيات تعاملن مع سفر ذويهم بطرق مختلفة، وكان لكل فتاة شخص من أقربائها يرعاها، فسفرهم لم يكن سهلاً على عائلاتهم.يظهر هذا في واحدة من المشاهد الكوميدية، حيث كانت والدة عليا تضع خلسة بعض الأطعمة في حقائب سفر ابنتها قبل إقلاعها من السعودية ليعترض زوجها على فعلها ويقول لها هذه الأشياء يعتبرها الأمن مخدرات هناك. وفي مشهد آخر تظهر سلمى وهي تدخن مخاطبة صديقة لها على الهاتف :" بالطبع له رائحة الحرية.. وطعم النيكوتين"، وذلك بعد استقرارها في فيلادلفيا، حيث ظهرت عليها السعادة بسبب قدرتها على التدخين في الأماكن العامة على عكس الحال في بلدها الأم السعودية.الممثلة نور البدر التي تجسد شخصية سلمى، هي في الأصل طبيبة، تلقت مكالمة هاتفية من مخرجة العمل تطلب منها العمل معها في مسلسلها الجديد، وبعدها بأيام كانت على متن الطائرة المسافرة إلى البحرين المكان الذي تم تصوير العمل فيه.وقالت "البدر": "أغلب الناس اعتقدوا أنني مجنونة.. فأنا دكتورة.. و أغلب الناس في مجتمعنا يعتبروا أن التمثيل شيء نخجل منه.. وأعتقد أنني كنت أول فتاة سعودية تدخن خلف شاشة التلفزيون.. أردت أن أكسر واحدة من المحظورات".لن يكتمل أي عمل نسائي سعودي بدون التطرق إلى الحجاب فيه، وخفة الدم لم تفقدها شخصيات العمل، شخصيتان لم يرتديا الحجاب، وشخصيتان ارتديتاه، ففي مشهد من المشاهد قالت سلمى تقول عن عليا:" تستطيع أن ترى الجميع ولكن لا أحد يراها"، وكانت أكثر الأشياء مفاجأة هو وقوع عليا في حب شخص أمريكي غير مسلم، وهو جاسون الذي يعيش في البناية التي تسكنها وأظهر اهتمامه بالإسلام واعتنقه فيما بعد، عليا التي لا يظهر منها غير عينيها وهبت قلبها لجاسون.الفتيات كانوا في منحة دراسية تدعى "المنحة السعودية"، مدعومة من الحكومة حيث قامت المملكة العربية السعودية بدعم طلابها وتقديم منح دراسية لهم إلى الولايات المتحدة منذ عام 1960، ولكن منحة الملك عبد الله هي الأضخم في التاريخ السعودي، حيث أنها بدأت منذ عقود، وشجّعت الكثير من الفتيات للالتحاق بها، ففي آخر خمسين عام استطاعت السعودية القضاء على الأمية عند الفتيات بنسبة 97%.وتغيّرت صورة المرأة السعودية عبر أجيال متتابعة، فبعض هذه العقبات التي كانت تواجه الفتيات في الماضي عفا عنها الزمن، والمسلسل يسلّط الضوء على بعض هذه المشاكل التي تواجه الفتيات في الوقت الحالي.وفي نهاية التقرير قالت نور البدر: "ليس معنى أننا لا نستطيع قيادة السيارات.. أننا لا نستطيع الطيران والوصول إلى النجوم.. أتمنى أن يستمر المسلسل حتى العام المقبل".