مبارزة رومانية في مدينة جرش الأثرية
  • Posted on

مبارزة رومانية في مدينة جرش الأثرية

يقف مجموعة من الجنود وهم يرتدون الزي الروماني ويرفعون السيوف ترافقهم العربات التي تجرها الخيول متباهين بزيهم وسيوفهم ورماحهم في ميدان الخيل الأثري في مدينة جرش الأثرية في الأردن ويبهرون الزوار الذي يتوافدون لرؤيتهم بعرضهم التاريخي الذي يستمر لمدة ساعة تحت شعار "اجلس حيث جلس الرومان.. وشاهد ما كانوا يشاهدونه".العرض التاريخي الذي ينفّذه مشروع إحياء تاريخ الجيش الروماني يتم تنفيذ صناعة الملابس محلياً بشكل مميّز وبنفس التصاميم التاريخية والمواد المستخدمة في الحضارة الرومانية. يقول إبراهيم الأحمد مدير مشروع إحياء التراث الذي تأسّس منذ عام 2004 إن شركة إحياء تراث جرش تأسّست للقيام بإعادة تجسيد الفرقة الرومانية السادسة، من خلال تعيين "70" شخصاً من أبناء المجتمع المحلي في مدينة جرش وهم المتقاعدون العسكريون، حيث يتم تدريبهم على القيام باستعراض يشمل ثلاثة أجزاء وهي استعراض لتقنيات الحرب الرومانية وفنون الحرب، إضافةً إلى استعراض المبارزين، واستعراض سباق عربات الخيل الرومانية في نفس المكان الذي كانت تقام فيه تلك الرياضة، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة السياحة والآثار لاستخدام موقع ميدان الخيل الروماني التاريخي. وأضاف الأحمد أنّ مدينة جرش الأثرية تعتبر من أهم وأغنى المدن الأثرية الرومانية في المحافطة على تاريخ الحضارة الرومانية المتمثّلة في الآثار الرومانية الموجودة والشاهدة على كافة الإبداعات المعمارية والهندسية والفنية والدينية منذ العصر الروماني، حيث عاشت مدينة جرش عصرها الذهبي تحت حكم الرومان الذين أدخلوا إليها الديانة المسيحية بحلول عام 350 ميلادي لتنتعش فيها لاحقاً حركة تشييد الكنائس والأديرة التي لا تزال شاهدة على عظمة فنون العمارة خلال فترة الوجود الروماني.ونوّه الأحمد إلى أنّه بعد دراسة لتاريخ الجيش الروماني وأساليب الإدارة والتدريب، والرياضات المشهورة آنذاك، وبعد الاستعانة بخبراء وأكاديميين من جامعات محلية وعالمية، قام مجموعة من الداعمين الأردنيين، بإنشاء مشروع إعادة تجسيد تاريخ الفرقة الرومانية السادسة، إضافةً إلى إعادة تجسيد أشهر الرياضات الرومانية المشهورة، وهي سباق عربات الخيل الرومانية، بهدف إضافة الحياة إلى المدينة الأثرية، ودعم أبناء المجتمعات المحلية الفقيرة المحيطة بالموقع الأثري، وإضفاء ميزة تنافسية للسياحة الأردنية.وبيّن الأحمد أنّه تم استثمار ما يقارب المليون دولار خلال السنوات السابقة، وذلك لتدريب الموظفين وتصميم الملابس والأسلحة وصناعة العربات الرومانية Chariots، وتم البدء عام 2005 بعمل استعراض مرتين يومياً على مدار العام، مدة الاستعراض ما يقارب الساعة، حيث نجح الاستعراض في تسويق مدينة جرش بشكل مميّز واستقطب اهتمام السياحة العالمية والمحلية، إضافةً إلى استهداف طلبة المدارس والجامعات لما يوفّره الاستعراض من معلومات أكاديمية وثقافية غنية عن حقبة الحضارة الرومانية في مدينة جرش.