ماذا حدث للطفلة بانا العابد بعد قصف منزلها في حلب؟
  • Posted on

ماذا حدث للطفلة بانا العابد بعد قصف منزلها في حلب؟

منذ أشهر قليلة، حازت طفلة صغيرة تبلغ من العمر 7 أعوام فقط على انتباه العالم بأسره بعد أن أحرجته بإنسانيتها، وكانت تدعوه أن يتفاعل معها ومع قضيتها وأن يتوقف عن الصمت الذي يسيطر عليه. بسرعة البرق انتشرت قصة الطفلة السورية بانا العابد ، خاصة أنها كانت تنقل معاناتها عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، وكانت توثق كل اللحظات العصيبة وتحديدا لحظات القصف التي تعيشها ويعيشها الأطفال في حلب بالصور ومقاطع الفيديو. وفي كل مقطع فيديو أو تغريدة كانت تؤكد "بانا العابد"، أنها تخشى القصف وتتوقع أن يصيبها في أي يوم، وكانت تدعو الله دائما ألا يحدث هذا الأمر، إلى أن صدمت الجميع وغردت في الشهر الماضي قائلة: "ليس لدينا منزل، فقد قُصف وكنت تحت الأنقاض.. رأيت الموت وكنت سأموت"، ونشرت صورتها وهي يغطيها الغبار. وبعد ذلك اختفت هي وعائلتها تماما، وقل عدد التغريدات بشكل ملحوظ، خاصة بعد أن تقدمت قوات الأسد واستحوذت على الحي الذي تقيم فيه، ما جعل الجميع يسأل عن مصيرها. وفاجأت "بانا" ووالدتها الجميع عندما خرجا عن صمتهما، وقالت والدتها وتدعى "فاطمة" إنها تشعر بأنهم مستهدفون من قبل النظام، ولهذا بعد القصف أخذت أولادها واختفت بعيدا ولم تخبر أحد بمكانها. وأضافت "فاطمة"، في لقائها مع CNN، أن الكثيرين يتهمونها بأنها تدشن حملة دعائية ضد النظام، وأنها تعمل ضد النظام أيضا، ولهذا تستغل ابنتها وتنشر تلك التغريدات بشكل واسع حتى يتحقق هدفها. ونفت "فاطمة" هذه الادعاءات والمزاعم بشكل قطعي، مؤكدة أن كل ما تفعله هو أنها تتحدث بالنيابة عن المدنيين عامة وعن الأطفال خاصة، فضلا عن أنها تساعد ابنتها على التعبير عن رسائلها للعالم. وأوضحت "فاطمة" أنها لم تفكر في مغادرة حلب مثلما فعل عشرات الآلاف من الأشخاص لأنها تخشى أن تفقد أحد أطفالها إذا هربت معهم، خاصة أنهم يشكون في أمرها ويظنون أنها تعمل مع النظام ولهذا فهي تفضل أن تبقى بعيدا عن الأنظار. وعلى الرغم من أنها كانت تقول دائما إنها لن تغادر حلب أبدا مهما حدث، إلا أنها الآن لا تريد سوى أن يجليهم أحد ما إلى الأمان. وأما عن الطفلة القوية "بانا"، فبدأت حديثها بالقصف الذي تخشاه ولا تطيق أن تتذكره، مؤكدة أنها تشتاق إلى المدرسة وإلى منزلها بشدة. واستطردت في الحديث قائلة: إن شقيقها نور منذ القصف وهو لا يتكلم، وإن تكلم فهي لا تفهم ما يقوله، مؤكدة أنها بعد أن فقدت منزلها في القصف كانت تشعر بالحزن، وأنها كانت خائفة حينها لأنها اختنقت بالغبار وظنت أنها ستموت هي وأهلها.