هل لديكِ طفل اتكالي يعتمد عليكِ في كل صغيرة وكبيرة، إذن أنت ضمن قائمة طويلة من الأمهات التي تعاني من نفس المشكلة ولكن لا تنزعجي، فلاتزال بإمكانك الفرصة لتقويم سلوك طفلك الاتكالي فقد أوضحت دراسة حديثة أنّ تقويم سلوك الطفل الاتكالي يعتمد على التدرّج في إسناد بعض المهام التي لم يتعوّد على فعلها بشرط المثابرة والبعد عن أسلوب الأمر والنهي. وأوضحت الدراسة أنّ التدليل المبالَغ فيه للطفل في صغره، وتلبية كل رغباته بلا استثناء، وعدم تكليفه بأي مهام، تفقده صفة الاعتماد على الذات، فيتكل في كل أموره على الأم أو غيرها لتلبية حاجاته. وأكّدت الدراسة أنّ القسوة والعُنف في التعامل مع الطفل يخلقان منه إنساناً منعزلاً انطوائياً يتحاشى التعامل مع الناس، بل حاقداً عليهم في أحيان كثيرة. يقول الدكتور مصطفي الحاروني، أستاذ علم النفس التربوي، إن أسلوب تربية وتعامل الوالدين مع الطفل يعدّ أهم العوامل المُشكلة لشخصيته وإكسابه صفاتٍ إيجابية أو أخرى سلبية كصفة الاتكالية. وأوضح أنّه خلال السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل تكون لدية رغبة للاعتماد على نفسه ولكن يقع بعض الآباء في مشاكل تربوية تُعيق الابن عن تحقيق هذه الرغبة من خلال الإنابة عنه في القيام بكل الأمور المتعلقة به، وهو ما يكسبه صفة الاتكالية والبحث عن أيسر وأسهل الطرق لتلبية مطالبه. لافتاً إلى أنّه من الأفضل أن يستثمروا هذه المرحلة بشكل إيجابي في تنمية قيمة الاعتماد على النفس لدى الطفل، مؤكداً أنّ تعليم الطفل هذه القيمة في الصغر يسهل عليهم كثيراً من الصعوبات في الكبر. متابعاً: ولكن ذلك لا يعني أنّ تقويم سلوك الطفل الاتكالي بالأمر المستحيل فيما بعد، ولكنه أمر ممكن من خلال المثابرة والتدرّج، بالإضافة إلى الابتعاد عن تعنيف الطفل وتشجيعه، فعلى سبيل المثال تدريبه على خدمة نفسه بنفسه دون انتظار الغير ولكن بشكل تديجي فإذا أراد الماء فليذهب هو ليشرب، وكذلك تكليفه ببعض المهام المناسبة لسنه وتشجيعه في حال القيام بها دون مساندة من أحد.