لماذا يفضل مغاربة بروكسل زخرفة محلاتهم بأسماء عربية؟.. حكايات إنسانية
  • Posted on

لماذا يفضل مغاربة بروكسل زخرفة محلاتهم بأسماء عربية؟.. حكايات إنسانية

ما أن تطأ قدميك أرض بروكسل ، إلا وترى أسماء المحال التجارية المكتوبة باللغة العربية والمزينة بفن الأرابيسك، يمينك ويسارك حتى لا يكاد يخلو منها أحد شوارعها. الصدفة وحدها قادت أصحاب تلك المحال لهذا التصرف، ولكن هذا لا يمنع أن بعضها يخفي حكايات وذكريات مر أصحابها بها، فقرروا نقل ذكراها معهم في غربتهم، علها تخفف عنهم شعور الغربة والبعد عن الوطن، أو لربما تكون وسيلة لإثبات الذات في مجتمع تتعدد به الجنسيات. محمد، شاب مغربي مقيم ببلدية سان جوس ببروكسل، يقول إنه أطلق اسم والدته على مطعم الوجبات السريعة الخاص به، والذي يتوافد عليه الكثير من الشباب المهاجرين، مؤكدا أن هذا الاسم يجعله يتذوق كأس الشوق والحنين إلى والدته، ويشعره بوجودها بجانبه، مما يمثل سندا له في مواجهة الصعاب. وأضاف "محمد"، بحسب صحيفة "هسبريس" المغربية، أن اسم الأم رمز للبر والإخلاص والعطاء والكرم والقيم التي يستحضرها في علاقته التجارية مع زبائنه، مما يجعل الوافد على مطعمه يشعر وكأنه في ضيافة والدته. وفي شارع لومونييه، أهم شوارع العاصمة بروكسل تجد "زهرة تونس" مدونة على لافته كبيرة معلقة على واجهة محل للحلويات التونسية والشرقية، يقول الشاب التونسي المشرف على إدارته إن هذا الاسم تم إطلاقه على المحل نظرا لأن الحلويات التونسية تعتمد على إضافة ماء الزهر والورد إليها، ولذا أطلق الاسم على المحل، حيث يرتبط ماء الزهر بتقاليد عريقة لدى المجتمع التونسي. وبحسب الكاتب والشاعر المغربي المقيم في بروكسل طه عدنان، فإن الأسماء العربية على واجهات المحلات التجارية ترتبط بأحياء معظم من يقطن بها من العرب، والذين يعانون من صعوبات اقتصادية، واستخدام التجار لأسماء عربية بمحلاتهم هي إشارات ثقافية لإيضاح سياستهم التسويقية الموجهة لزبائن من نفس جذورهم. وإذا قررت أن تمشي بشوارع العاصمة فإنك ستواجه الكثير من الأسماء العربية، ذات الدلالة الدينية، مثل "البدر" و"البركة" و"الخير"، كما ستجد أسماء أماكن ومعالم تاريخية، كمطعم "الإسكندرية" أو "قلعة حلب".