لماذا يخجل المجتمع الشرقي من العلاج النفسي ؟
  • Posted on

لماذا يخجل المجتمع الشرقي من العلاج النفسي ؟

يُخطئ البعض حينما يتهيأ له بذهابه إلى طبيب نفسي للتخلص مما يراوده من أفكار ومشاعر مختلطة، أنّه مصاب بالجنون، حيث إنّ المجتمعات الشرقية لا تعترف بالمرض النفسي كداء له دواء، فتنظر للمريض النفسي إمّا بنظرة الشخص "الضعيف" الذي لا يستطيع تحمّل أعباء الحياة، أو "المجنون"، وهو ما قد يدفعه إلى الانتكاس والدخول في حالة من "الجنون الحقيقي"."هنالك العديد من الأضرار التي تنتج عن تلك المفاهيم الخاطئة للعلاج النفسي"، وهو ما كشفت عنه إحصائية صادرة عن وزارة الصحة المصرية، تشير إلى أنّ إجمالي عدد مرضى الدخول في المستشفيات التابعة للأمانة العامة في 2014 بلغ 17 ألفاً و498 مريضاً، في حين بلغ عدد المترددين على العيادات الخارجية في نفس العام 427 ألفاً و152 مريضاً، ليصل إجمالي المرضى النفسيين إلى444 ألفاً و650 مريضاً.وأضافت الإحصائية أنّ عدد المترددين على العيادات النفسية في 2014 كان أعلى من العام السابق عليه. وعن الواقع، قال حسن علّام، مريض بالوسوسة القهرية: "تعبت كثيراً من كثرة غسل يديّ بصفة مستمرة، ولا أستطيع أن أبدل ملابسي غير مرتين في العام فقط، أولاهما في الصيف وثانيتهما في الشتاء، وعندما ذهبت إلى طبيب نفسي وجدت أن العلاج يبعث على النوم فتركته، ومن وقتها وأنا أرفض العلاج ومستمر على هذه الحالة منذ 4 سنوات، وجميع من حولي يعتقدون أنني مختل عقلياً ويعاملونني بقلة احترام". وفي هذا السياق، أكّدت دكتور أمينة كاظم، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، أنّ بعض هذه المفاهيم تتمثل في لجوء المريض إلى الدجل والشعوذة، وهو الأخطر على الإطلاق، لأنه يستغل المريض نفسياً وجسدياً وينتهك ما يشعر به، بل ويؤدي إلى تدهور صحته بشكل مبالغ فيه، بالإضافة إلى فقد القدرة على الحديث إذا ظلّ وقتاً طويلاً دون علاج نفسي يُخرج ما بداخله من مشاعر وطاقة سلبية.لافتةً إلى أنّ هناك بعضاً من المرضى النفسيين قد يلجأ إلى تناول المهدئات دون استشارة الطبيب فيصل في النهاية إلى مرحلة الإدمان.