لماذا يحجم الشباب من الجنسين عن الزواج ؟
  • Posted on

لماذا يحجم الشباب من الجنسين عن الزواج ؟

الإقدام على الزواج خطوة يخشاها كثيرُ من الشباب خوفاً من تحمل المسؤولية، لكن الأمر لم يعد مقتصراً على الشباب وحدهم فهناك فتيات يُعرضن عن الزواج خوفاً على مستقبلهن المهني أو العلمي، اعتقاداً منهن أنه سيعوق مسيرتهن.وتقول (سلوي عيد ) تعمل مديرة بأحد البنوك المصرية نادمة :" انشغلت كثيراً بعملى فأنا كنت أحبه جداً وجرت بي السنين، فكنت أرفض الزواج حتى لا أترك عملي، والآن تقدم بي العمر وأريد أن أشعر بالاستقرار وأن تكون لي حياتي الخاصة، ولو رجع بي الزمن لاخترت تأسيس الأسرة".فى حين يقول أحمد فتحي " جامعي " : قبل الزواج كنت أخشى من المسئولية والتي تبدأ بإعداد الشقة وتجهزيها ، وكنت أفكر هل أستطيع أن أنفق على زوجتي وأولادي وأكون قدر المسؤولية، لكنني خضت التجربة ونجحت فيها".ويضيف" أؤكد أنه على التوازي لابد أن تكون الزوجة متعاونة حتى تسير الأمور على ما يرام، ولابد من وجود هدف يسعيان إلى تحقيقه، ولا يلتفتا إلى صغائر الأمور ويتخطيا المشاكل معاً".وتضيف (صابرين أحمد) طبيبة " كنت منهمكة بشكل كبير فى عملي وترددت كثيراً قبل الزواج خوفاً على مستقبلي المهني خاصة وأني كنت أتقدم فيه يوماً بعد الآخر، وعندما تزوجت وجدت زوجي يعينني على العمل ويهيئ لي الظروف وبدأت أتكيّف مع وضعي الجديد وأنسّق بين عملي وبيتي".أما جمال صبري “41 عاماً” مهندس فيقول : لم أتزوج ولن أتزوج ، لأني لا أريد لشخص غريب " يقصد الزوجة " أن يشاركني راتبي أو ما أملك من مال ، أنا حر طليق ، سعيد بحياتي التي يحسدني عليها كثيرٌ من المتزوجين ، مال أنا ومال مسؤولية امرأة وأبناء ومذاكرة ونجاح وسقوط ، إنها مسؤولية كبرى لا طاقة لي بها !وفى هذا السياق تقول أميرة بدران- استشاري نفسية وتربوية:"انتشار الخوف من الزواج بين الشباب والفتيات موجود بالفعل في المجتمع لكنه لم يرقى إلى حد الظاهرة، فلا توجد إحصائيات أو دراسات علمية بشأنها".وتضيف" هناك الكثير من الأسباب وراء خوف الفتيات من الزواج أهمها أنه في المجتمع تربينا على أن الرجل له القوامة على المرأة وأنه المسؤول عن اتخاذ القرارات وله حق الاختيارات، لكنها في الواقع لا ترى لذلك وجود وبالتالي تصاب بالإحباط فترفض الزواج".وتتابع بدران قائلة" هناك بعض الفتيات لديهنَّ مشكلة في تحمل المسؤولية وإدارة الوقت بين بيت وأسرة وأولاد وبالتالي ترين أن الزواج سيعوقهن عن تحقيق ذواتهن"، موضحة أن بعض الفتيات يكون لديهن إدمان للعمل فتعملن بشكل انتحاري كي تتفادين فكرة المسؤولية.وتشير إلى أن الظروف المادية قد تضطر الفتاة لرفض الزواج والقيام بدور الرجل كأن ترعى أسرتها وأخوتها الصغار بدلاً من والدها، وربما تكون الظروف الاجتماعية وتجارب الزواج الفاشلة التي تراها الفتاة عاملاً في خوفها من الزواج.وتوضح الاستشارية النفسية أن هناك فتيات لسن متلامسات مع أنوثتهن الحقيقية والتي يكون جزء منها أن تكون زوجة وأم وأن تكون موجودة، إلى جانب مفهوم الأنوثة الخاطئ لدى الفتيات بأنها الحرية المطلقة والزواج قيد وعائق.وتؤكد أن التجارب العاطفية ربما تكون سبباً في رفض الفتاة للزواج حيث تغلق الباب وترى أن البديل في تحقيق ذاتها في العمل أو الدراسة.