لماذا استشهدت مجلة "التايم" بآية قرآنية على غلافها؟‎
  • Posted on

لماذا استشهدت مجلة "التايم" بآية قرآنية على غلافها؟‎

متطوعون جاؤوا من كل حدب وصوب في سوريا، وهبوا حياتهم لإنقاذ الآلاف من البشر والضحايا في سوريا، فأصبحوا حديث العالم بأكمله لما فعلوه من أعمال إنسانية للحفاظ على حياة الكثيرين، دون التفرقة بين كبير وصغير أو رجل وامرأة. ووصل الأمر إلى أن دعت بعض الصحف الغربية لمنحهم جائزة نوبل للسلام، هم عمال الإنقاذ في سوريا أو كما يقول البعض أصحاب الخوذ البيضاء. وتصدرت صورة أصحاب الخوذ البيضاء غلاف مجلة "التايم" الأميركية، والمفاجأة أن المجلة استشهدت بأحد آيات القرآن الكريم وهي الآية 32 من سورة المائدة "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً"، ويبدو أنها اختارت هذه الآية لتؤكد أن عملهم الإنساني الذي ظهر نتيجة للقصف التي تتعرض له سوريا ساهم في إنقاذ آلاف الأرواح من تحت الأنقاض. [foogallery id="237588"] وليس هذا فحسب، فصورة غلاف مجلة التايم كانت مجرد بداية لتقرير مطول نشرته المجلة داخل صفحاتها يروي المأساة السورية ويبرز الأعمال الإنسانية التي قام بها أصحاب الخوذ البيضاء وما يواجهون من تحديات وصعوبات تدمع لها العين والقلب، أبرزها قصة إنقاذ الطفل عمران الذي انتشرت صورته وهزت أرجاء العالم وغيره الكثيرين، كما نشرت العديد من القصص التي رواها منتميين إلى أصحاب الخوذ البيضاء. وجاءت من ضمن القصص، ما رواه إسماعيل محمد ويبلغ من العمر 31 عاماً خلال حواره مع المجلة، ووصف كل الأهوال التي يروها يومياً من تدمير وحفر تخلفها البراميل المتفجرة، وكيف يبذلون قصارى جهدهم في إنقاذ أي نفس بشرية في كل مكان، ومحاولاتهم السريعة في التواجد في كل الأماكن التي يصيبها الدمار، مؤكدا أنهم يعملون بأقل الأدوات خاصة بعد أن استنفد الدفاع المدني إمكاناته. وتأسست أصحاب الخوذ البيضاء في عام 2013 على يد مجموعة من الأفراد من خلال جهود فردية تعاونية بين أهالي المدن والقرى في المناطق المحررة، والتي تطورت بشكل سريع وملحوظ منذ انطلاقها ليصبحوا مؤسسة لها تنظيمها الإداري والعملي، وقد تبين أن معظم المنتميين إلى المؤسسة وساهموا في إنقاذ حياة 62 ألف مدني، انتشلوهم من تحت الأنقاض التي جاءت جراء القصف على سوريا، ولكن المؤسسة فقدت 145 ناشطا فيها ببراميل وقذائف النظام، وأصيب 400 منهم بجروح وتشوهات.